الأخبار
شارفت معاناة اليمن على إتمام عامها الخامس منذ انقلاب الحوثي على الشرعية.. 5 سنوات ولم تنكشف غمة اليمنيين، إذ مازالت الميليشيات الحوثية تحكم قبضتها على بعض المناطق ولاتزال عناصرها يسومون السكان شتى أنواع العذاب من تقتيل وتعذيب وتشريد ونهب.
فقد اعتمدت ميليشيات الحوثي على زرع كميات هائلة من الألغام لمواجهة القوات الشرعية التي تسعى لتحرير مدن اليمن من قبضة هذه الفئة الضالعة في الإجرام تجاه أبناء الشعب اليمني، إذ كثفت هذه الميليشيا مؤخرا من استحداث الخنادق والحفريات وزراعة الألغام في محيط مطار الحديدة وذلك بالتزامن مع الدفع بتعزيزات جديدة وعشرات المقاتلين من مديرية الضحي ومديريات أخرى إلى مدينة الحديدة.
وحسب مصادر يمنية فقد ضاعف المتمردون من الحفريات والخنادق حول المطار من جميع الجهات الخاضعة لسيطرتهم علاوة على زراعة أنواع مختلفة من الألغام والعبوات الناسفة في جميع المباني الواقعة حول وبمحاذة المطار في محاولة لوقف تقدم القوات الشرعية.
وتتزامن هذه التحركات الحوثية في مدينة الحديدة مع استمرار تصعيدهم في مديريات التحيتا وحيس وبيت الفقية وذلك بقصفهم لمواقع القوات المشتركة ودفعهم بمزيد من التعزيزات إليها.
هذا التصعيد الحوثي أتى بعد أيام معدودة من إعلان الأمم المتحدة تنفيذ الحوثيين لعملية انسحاب قواتهم من موانئ الحديدة، وهو ما نفته الحكومة اليمنية واصفة ما يجري بـ”المسرحية الهزلية”.
هذا الأمر ليس بجديد على هذه المجموعة الانقلابية التي ضربت سابقا بجميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية عرض الحائط غير عابئة بأوجاع اليمنيين خاصة في ظل الصمت الدولي المتواصل تجاه ما ترتكبه من إرهاب في حق المدنيين.. سياسة غض الطرف هذه زادت الحوثيين رعونة وصلفا لم يسبق له مثيل.
لكن وحشية الميليشيات لم تقف حائلا أمام فرق مشروع مسام لمواصلة عملها الإنساني والتصدي للإرهاب الحوثي المستشري في الأراضي اليمنية.
وكان مدير عام المشروع السيد أسامة القصيبي قد أعلن أن الفرق الميدانية نزعت خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو 1329 لغما وذخيرة غير منفجرة موزعة على النحو التالي: 586 لغما مضادا للدبابات، 44 لغما مضادا للأفراد، 676 ذخيرة غير منفجرة و23 عبوة ناسفة ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ بداية الشهر ولغاية السادس عشر منه 8149، وهو ما يجعل عدد ما وقع نزعه منذ بداية المشروع 71868، ومازال العدد قابلا للارتفاع في ظل الجهود المبذولة رغم الصعوبات والمخاطر التي تواجهها فرق المشروع، إذ دأبت ميليشيا الحوثي على تعريض حياة الجميع للخطر وخاصة المدنيين منهم من خلال ما ترتكبه من جرائم.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد قال في تغريدة له على صفحته في تويتر أنه قد تطرق إلى زراعة الألغام الفائق عددها المليون لغم التي قامت بها الميليشيا الحوثية والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين إضافة إلى أنها تمثل تهديدا لحياة اليمنيين وممتلكاتهم وذلك خلال ندوة أقامها المعهد الملكي للدفاع والأمن الروسي في لندن بحضور عضو البرلمان البريطاني ووزير الدولة السابق السيد اليستر بيرت.
وأضاف الإرياني أن الميليشيات تقوم بزراعة الألغام دون خرائط خاصة في المناطق التي تنسحب منها تحت ضغط قوات الجيش الوطني والتحالف العربي بقيادة المملكة.
كما ثمن الإرياني دور المملكة العربية السعودية في تقديم المساعدة في عمليات نزع الألغام التي طمرها الإنقلابيون ومعالجة آثارها من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومشروع مسام لنزع الألغام في اليمن.
إن ما أقدمت عليه ميليشيات الحوثي يصنف في خانة جرائم حرب لكن الصمت الدولي جعل شوكة هؤلاء الانقلابيون تشتد وتنغرز أكثر في الجسد اليمني، بيد أن المجهودات المبذولة في سبيل انتشال هذا البلد من مستنقع الحوثيين تجعل الأمل قائما لدى اليمنيين.