الأخبار
المناورات الخادعة والأوهام والمماطلة وتقاذف التهم وإثارة الزوابع في فناجين، وعدم التردد في إلقاء اللائمة على الآخرين ظلما وبهتانا، استراتيجية باتت مفضوحة ومعروفة عن الانقلابيين في اليمن، فهذا الهروب إلى الأمام وإطالة أنفاس الأزمة اليمنية لم يعد يضلل أحدا عن الحقائق البينة في تلك الربوع.
ورغم أن هذه الميليشيات تعلم علم اليقين أن لا فائدة من هذه المهازل والادعاءات السخيفة، إلا أنها مازالت تتشبث بقشها في خضم أمواج الحقائق التي تعصف بسيناريوهات الوهم التي رسمتها وترسمها لنفسها، فمن أعجب العجائب أن يكذب المرء على نفسه كذبة ويصدقها وينبري في إقناع الآخرين بها.
وهذا ما أقدمت عليه هذه الميلشيات من خلال الادعاء بأن الألغام المزروعة في مساكن ومزارع وطرقات الناس وقراهم وثلاجاتهم وألعاب أطفالهم وغيرها في اليمن هي من صنيع قوى التحالف، وهذه الإفادات كانت مهزلة حقيقية واستخفاف ساذج للغاية بالرأي العام العالمي الذي يرقب عن كثب ملف اليمن، وباتت شمس الحقيقة ساطعة بالنسبة له ولا تحتمل تضليلا ولا غرابيل وهنة لإخفائها.
وهي ادعاءات رد عليها في مقاربة رصينة وعقلانية قائمة على الحجة الدامغة، مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن السيد أسامة القصيبي، مبينا أن مسام دخل اليمن بهدف إنساني بحت، والمناطق التي ولجها هي من تحدد من زرع الألغام، مضيفا أن هذه الأخيرة نشرت في جميع المحافظات التي تواجدت فيها المليشيات، وتم تحريرها مؤخرا.
كما أضاف القصيبي مفصلا في هذا السياق، من خلال مقابلة مع قناة روسيا اليوم ما يلي: “وجدنا أدلة أن هذه الألغام زرعت داخل المساكن والمزارع، ولغمت البنية التحتية وغيرت هوية الألغام، فتحولت من مضادة للآليات إلى مضادة للأفراد.. وهذا ليس بشهادتنا نحن ولكن بشهادات تقارير أممية ومنظمات حقوقية وإنسانية دولية وأهالي المنطقة والمجتمع المدني… كلهم أجمعوا أن فخاخ الموت تلك زرعت من قبل الحوثي وجماعته على طول وعرض المناطق اليمنية”.
سذاجة تصريحات المتمردين هذه، تكشف عن إفلاسهم وتخبطهم ومحاولتهم التعلق حتى بالأوهام كسبا للوقت، وهم على يقين أنه نفذ ولم يبق لهم سوى التوهم بأن تجربة كل الأساليب حتى الكذب على أنفسهم قد يجدي نفعا، وفي المحصلة لا فائدة ترجى من رقصة الديك المذبوح.. مجرد مشاهد تمضي ونتيجة معلومة لا مناص منها.