الأخبار
حين يفقد الأمان في بلد، وحين ينام الطفل جائعا لا يجد ما يسكت جوعه، وحين تسهر الأم تبكي من حزنها على فقدان فلذة كبدها، وحين يقف رب أسرة عاجزا عن توفير متطلبات عائلته، إعلم حينها أنك في حضرة مفسدين ومجرمين هدفهم فقط تنفيذ أجندتهم وتحقيق أطماعهم حتى وإن كانت بقبض أرواح الناس وسلبهم راحتهم وأمنهم وقوتهم.
لقد انتشر الفساد في اليمن ليصل إلى قاع الأرض، واستشرى الظلم والإستبداد في كل مكان وطأته أقدام الميليشيات الحوثية، حتى ماء البحر تلوث بفعل هذه الفئة. لقد تدهورت الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ولكن الأخطر حين يصل التدهور إلى الأخلاق والقيم والمبادئ التي رمت بهم جماعة الحوثي في السحيق وتخلت عنهم وعن إنسانيتها برمتها فصارت كالوحش الذي لا يروي ضمأه سوى الدم.
إن خلف هذا الخراب مسخ حوثي مازال متمسكا بأكاذيبه غير مكترث بأي لحظة حزن أو ألم أو دمار سببها، مواصلا في نهجه الدموي ليثبتوا للعالم أنهم رواد البشاعة والإجرام عن جدارة.
في زمن هؤلاء المارقين، لم يعد لليمنيين الحق إلا في التفكير في كيفية انتزاع يوم جديد للحياة في ظل وجود هذا الكم الهائل من الألغام على التراب اليمني، إضافة إلى كمية الحقد الذي تكنه هذه المجموعة لليمنيين. لذلك فمن يسلم من الألغام من الممكن أن يكون هدفا لرصاصة حوثية.
لقد دمر الصلف الحوثي حياة الناس الذين وجدوا أنفسهم مستهدفين ومطاردين ومضطرين لمواجهة الفقر والإعاقة والمرض عدا عن الهروب والتشريد والعيش تحت الحصار.
استطاع الانقلابيون من التغلغل والتسرب إلى مستقبل اليمن بكل دهاء وذلك بزراعتهم لبذور حقدهم التي تتطلب عشرات السنوات لإزالتها، إضافة إلى المجهود والمال. هذه الوحشية البعيدة المدى لا يمكن تخيل فواجعها التي تتنافى مع القيم الإنسانية، لكن في ظل هذه القتامة لايزال مشروع مسام يمثل أمل اليمنيين للتخلص من التركة الحوثية التي سلبتهم الأمان والأحلام والطمأنينة.
وقد نفذت الفرق الهندسية التابعة لمسام في منطقة اليتمة بمحافظة الجوف عملية إتلاف وتفجير لـ500 لغم أرضي مضاد للدروع، و50 قذيفة غير منفجرة، وصاروخي كاتيوشا، و500 فيوز وكبسولة، إضافة إلى عشرات الذخائر من مخلفات الحرب ليصل إجمالي ما تم إتلافه 1052 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة.
وأشار مشرف فرق مسام العاملة بمحافظة الجوف العقيد عامر البحري إلى أن فرق مسام تمكنت منذ بدء العمل في تلك المنطقة من تطهير وتأمين 40 حقلا ومنطقة ملغومة جلها مناطق حيوية متعلقة بصفة مباشرة بحياة المدنيين منها طرقات العامة ومساحات الزراعية ومناطق رعي.
وبهذه العملية تكون الفرق العاملة في اليتمة قد نفذت 13 عملية إتلاف وتفجير لآلاف الألغام والعبوات الناسفة وغيرها من مخلفات الحرب منقذة بذلك أرواح الآلاف من الأبرياء.
لقد سرقت الأيادي الحوثية الإبتسامة من ثغر اليمن وحولتها إلى دموع تنهمر من عينيه علها تخفف حرقة الفقد وألم المعاناة، لكن هيهات فجراح هذا البلد لن تندمل بسهولة في ظل سقوط المزيد من الضحايا نتيجة شياطين الموت المتربصة بأبنائه.