الأخبار
يوم بعد يوم يمر والحال لا يتغير ومعاناة اليوم السابق تجر خلفها معاناة جديدة، وسوء أكبر من الذي سبقه من مآسي على كل الأصعدة.. قرابة الخمس سنوات واليمن تسير فيه الأمور يوميا نحو الأسوأ.
لا يكاد يمر يوم دون أن تزهق فيه نفس بريئة بسبب الألغام المطمورة في مختلف مناطق اليمن برية كانت أو بحرية، فقد أقدمت ميليشيات الإنقلاب على إجراء تجارب حية للألغام البحرية في محافظة الحديدة في مسعى جديد منها لتهديد طرق الملاحة الدولية واستهداف مصالح الدولة.
وكان الموقع الرسمي للجيش اليمني قد اتهم القياديين في ميليشيات الحوثي محمد علي الحوثي وأبوعلي الحاكم بالقيام بإجراء تجارب حية لألغام بحرية خطيرة في موانئ محافظة الحديدة، حيث قام خبراء يعتقد أنهم تابعون لحزب الله اللبناني بتفجير 3 ألغام بحرية في ميناء رأس عيسى النفطي شمال الحديدة، وكانت الميليشيات قد أجرت تجربة مماثلة في منطقة عرج الساحلية على البحر الأحمر.
ويعاني الصياديون في الساحل الغربي لليمن من الانتهاكات المستمرة لميليشيا الحوثي الإيرانية التي عملت على نشر شبكات ألغام بحرية على طول سواحل البحر الأحمر والجزر المتناثرة بعرض البحر، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 صياد يمني وتعطيل نشاط 30 ألفا آخرين وحرمان مئات الآلاف من الأسر من مصدر دخلها الوحيد نتيجة فقدان قواربهم.
ونتيجة لهذه الأعمال المشينة التي أقدمت عليها هذه الفئة الانقلابية، توقفت حركة الصيد في العديد من المناطق الأمر الذي أدى إلى تضرر آلاف الأسر فباتت غير قادرة على تلبية احتياجاتهم.
وكان تقرير أممي قد أشار إلى ازدياد التهديد الحوثي للأمن البحري في البحر الأحمر، مؤكدا على حيازة الميليشيا لصواريخ مضادة للسفن وألغام بحرية ومراكب بحرية ذاتية التوجيه.
فيما حذر خبراء لجنة العقوبات بشأن اليمن في تقريرهم السنوي المرفوع لمجلس الأمن الدولي من ازدياد الخطر المحدق بالنقل البحري التجاري في البحر الأحمر، مشيرين إلى قيام الميليشيات باستهداف ناقلات سفن تحالف دعم الشرعية وسفن الإغاثة الدولية وناقلات النفط التي تعرضت لهجمات متكررة مما كان سيؤدي إلى كارثة بيئية واقتصادية لليمن وللمنطقة.
من جهتهم، ناشد الصيادون اليمنيون المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذهم من سفينة إيرانية تحمل اسم “سافيز” الرابضة في عرض البحر الأحمر منذ بداية الانقلاب والمتسببة في مقتل عشرات الصيادين وتعطيل نشاط مئات الآلاف من اليمنيين.
إذ تعتبر هذه السفينة مصدر الألغام التي تزرعها الميليشيات على طول الساحل الغربي علاوة على القوارب المفخخة التي اغتالت عشرات الصيادين، مؤكدين على أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء من يسلب منهم الحق في العيش الكريم، وإنهم مستمرون في احتجاجاتهم حتى يلتفت العالم لمعاناتهم ويجبر السفينة على الرحيل لإنقاذهم من الوضع غير الإنساني الذي يعيشونه.
فبعد نزوح أغلب سكان قرية منظر جنوب مدينة الحديدة، وبينهم الصيادون الذين بقيت قواربهم راسية في مرفئ الاصطياد فوجؤوا بخبر فقدان قواربهم التي ظنوا أنها ستكون بمأمن عن الألغام والعبوات الحوثية، لكن حدث مالم يكن متوقعا حيث جرفت الرياح والأمواج شبكة من الألغام البحرية إلى المرفئ لتصطدم بالقوارب الراسية وتنسفها. وللإشارة فإن صيادي القرية فقدوا أكثر من 5 قوارب تزيد قيمتها عن 30 ألف دولار.
وعبر أحد الصيادين عن حزنه لما آلت إليه الأوضاع قائلا “كان أملنا كبيرا في العودة ومزاولة مهنتنا من جديد خاصة وأن قواربنا لم تتضرر في بداية الانقلاب لكن ألغام الحوثيين زحفت إلينا من أعماق البحر وفجرت قواربنا وقطعت رزقنا وتركتنا فقراء نازحين عاطلين عن العمل.. صحيح أننا نجونا بأنفسنا لكن خسارتنا لمصدر رزقنا هو قتل لنا من نوع آخر فكل صياد بذل جهدا كبيرا وقضى أجمل أيام حياته يكد ويكدح في البحر حتى استطاع امتلاك زورقه الخاص الذي تصل قيمته إلى 3 ملايين ريال يمني والآن يأتي الحوثي بألغامه الإيرانية ويفجره ويحرمه وأسرته من عمله الذي يكسب منه قوت يومه”.
لايزال العديد من الصيادين محرومين من العودة أو الدخول إلى المرافئ خوفا على حياتهم من الألغام التي أرقت مضاجعهم وأفقدتهم عملهم ومصدر دخلهم الوحيد الذي يدر عليهم لقمة عيشهم وهو ما اضطرهم للبقاء في مخيمات النزوح لتلقي المساعدات الإنسانية التي قد تأتي وقد لا تأتي.