الأخبار
يمثل ملف الألغام الحوثية معضلة حقيقية في الواقع والمستقبل اليمني، فخاخ الموت هذه بكثافتها وسبل تمويهها وطرق زرعها وتمويهها وافتقارها لخرائط توثق مسارها المجنون وزحفها الهستيري، تمثل كابوسا حقيقيا يضع الواقع والمستقبل اليمني في دوائر من الضياع والمخاوف الكبيرة.
وهذه الأسباب جعلت جولة مشاورات السلام المنعقدة حاليا في السويد، تضع على رأس أولويات الحكومة الشرعية اليمنية 6 ملفات أساسية تهدف لإنهاء الصراع في اليمن، من أبرزها ملف الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
وطالبت الحكومة الشرعية بإلزام المليشيات الحوثية بتسليمها لخرائط الألغام التي زرعتها على الأرضي اليمنية، وشددت على أهمية تشكيل فريق حكومي يعمل بالتعاون مع مكتب المبعوث الخاص بالأمم المتحدة مارتن غريفيث لنزع الألغام، الأمر الذي رفضته الميليشيات الحوثية.
من جهته، أوضح مدير المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” أسامة القصيبي بأن فرق المشروع الميدانية قامت منذ انطلاق أعمالها في يونيو الماضي حتى يوم 10 ديسمبر بنزع ما يقارب 25 ألف لغم تنوعت ما بين ألغام، عبوات ناسفة، وذخائر غير منفجرة، مؤكدا بأنها تمت إزالتها من جميع مناطق عمل فرق المشروع والواقعة بين محافظة مأرب ومناطق الساحل الغربي.
وحول مطالبة الحكومة الشرعية تسليم الميليشيات الحوثية لخرائط الألغام التي زرعتها في اليمن قال القصيبي: “لا أعتقد بأن الخرائط ستمنح في الوقت الحالي، ولدي شكوك حول وجودها، فالطريقة التي تمت زراعة الألغام بها لا توحي بذلك، ويمكن أن يوجد بالفعل بعض الخرائط لبعض الجبهات ولمحافظة الحديدة، ولكننا لم نر منها شيئا حتى هذه اللحظة ولم نعثر على مخطط يظهر توزيعها في أي منطقة تم العمل فيها، وكذلك الحال بالنسبة للبرنامج الوطني الذي لم يعثر على شيء كهذا”.
وأكد القصيبي بأن الألغام الحوثية لم تسلم منها البُنى التحتية ولا القرى ولا الطرق الفرعية التي تؤدي إلى تلك القرى، ولم تسلم منها حتى المدارس والمزارع ومنازل المدنيين.
وعن أهمية خرائط زراعة الألغام، شدد القصيبي على ضرورة وجودها لتسهيل عمليات نزع الألغام، والعمل بدون هذه الخرائط يجعل من الصعوبة بمكان التعرف عن أماكنها وبالتالي تأخذ وقتاً أطول وجهداً أكبر لانتزاعها، إضافة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بها.
والجدير بالذكر أن الميليشيات الحوثية تعمل على تصعيد أعمال العنف، ولاتزال مستمرة في انتهاكاتها ضد الشعب اليمني، بل أصبحت تتفنن في طرق زرع الألغام لخداع اليمنيين، وكان آخر ما قامت به هو زرع الألغام داخل عبوات المواد الغذائية وأكياس الأرز والسكر وطفايات الحريق حتى تصل إلى منازل المواطنين والطرقات العامة والمقار الحكومية داخل مدينة الحديدة، انتقاما من المدنيين الذين يرفضون وجود عناصرها بينهم.
وأمام هذه الوقائع والدلائل الدامغة يجد أصحاب الضمائر الحية والعزيمة أنفسهم في امتحان أمام حسهم الإنساني الذي يحتم عليهم الوقوف وقفة حاسمة في وجه هذا المعضلة الحيوية، وفعلا عناقوا الميادين المحفوفة بالموت ودخلوا على خطوط النار لمحاولة بتر فتيل هذا الملف الملغوم الذي يعد السكوت عنه قادحا لحرق اليمن بأكمله أخضره ويابسه، وهو دافع كبير حرك أولى النخوة لنجدة اليمن في محنته عسكريا وإنسانيا بسواعد لن تتراجع حتى ترى اليمن حرا معافا وآمنا.