الأخبار
استهداف المنشآت المدنية والأحياء السكنية والأراضي الزراعية تفاقم كثيرا من مشكلة زراعة الموت التي تستخدم بشكل جنوني وعشوائي حيث حولت ميليشيا الحوثي المناطق التي تسيطر عليها إلى حقول ألغام راح ضحيتها 2584 مدنيا بين قتيل وجريح غالبيتهم من الأطفال والنساء.
هذا الموت الكامن تحت الأرض يمثل الإرث الأكثر ديمومة لأي نزاع، إذ ستواصل الألغام حصد أرواح المدنيين لعشرات السنين حتى في حال التوصل إلى حل سياسي، هذا ما كشف عنه الحقوقي سليم علاو.
حيث تركز الميليشيات الحوثية على زراعة الألغام دون خرائط تمكن من جمعها في مرحلة ما بعد الصراع في خطوة تبرهن مدى بشاعة هذا الفصيل الانقلابي الذي يسعى إلى جعل اليمنيين يعيشون في خوف ورعب على أرواحهم طوال حياتهم، فجرائمها لا تستهدف الحاضر فقط وإنما المستقبل أيضا، إذ تجد ميليشيا الحوثي في زراعة الألغام سبيلا لحصد أكبر عدد من اليمنيين وإراقة دمائهم وإثارة الفوضى.
سياسة الإبادة هذه انتهجتها الجماعات الحوثية منذ بداية الانقلاب على الشرعية كإجراء انتقامي ضد الشعب اليمني الذي يناهض وجودها، حيث ستستمر الألغام التي زرعتها العناصر الإنقلابية في القتل والتخريب على مدى سنوات قادمة في حال عدم نزعها، فالميليشيات تقوم بتطويق مناطق واسعة بشبكات الألغام والعبوات الناسفة إضافة إلى زراعتها في القرى وطرقات المزارعين لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا دون أن تتعرض هي لأي خسائر نسجا على منوال ممولتها وداعمتها إيران.
وكان مساعد المدير العام لمشروع “مسام” خالد العتيبي، قد حذر خلال الاحتفال المقام في مأرب بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام الخميس الماضي من خطورة الألغام المطمورة على الأراضي اليمنية، والتي تعتبر الأعلى معدلا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث بلغت أكثر من مليون لغم منها ألغام مضادة للأفراد وألغام مضادة للعربات وأخرى مضادة للدبابات والسفن والمراكب البحرية، مشيرا إلى أن مشروع مسام تمكن من نزع أكثر من 55 ألف لغم وعبوة ناسفة خلال عام 2018.
فيما كشف تقرير صادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد) أثناء ندوة حول الإخفاء القسري وزراعة الألغام في اليمن التي نظمها التحالف على هامش الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، أن ألغام الحوثي تسببت في وفاة 1000 مواطن وإصابة وإعاقة ما يزيد على 11 ألف آخرين في مختلف المناطق أغلبهم من الرحل والرعاة والفلاحين.
كما أوضح التقرير أن الحوثيين يستخدمون ألغاما على شكل صخور ملونة وإسطوانية وألعاب أطفال ومجسمات ومواد بناء وهو ما يمثل تهديدا لحياة الآلاف من المدنيين خاصة الأطفال والنساء الذين صاروا فريسة سهلة لهذا البلاء، ضاربين عرض الحائط بمرجعيات السلام وبالقرارات الأممية التي تعتبر الألغام المضادة للأفراد سلاحا محرما دوليا لا يجوز الاحتفاظ به أو إستخدامه.
ورغم أن عملية زراعة الألغام لا تتطلب مجهودا كبيرا، إلا أن عملية نزعها تحتاج الكثير من الوقت والجهد والمال خاصة في ظل اتساع رقعتها وغياب الخرائط الدالة على مواقعها.ستبقى الألغام الأرضية تشكل تحديا هائلا خلال الحقبة القادمة بسبب انعكاساتها السلبية ونتائجها الكارثية التي ستلازم المجتمع اليمني، إذ ستخلف أجيالا من المشوهين، مما سينعكس سلبا لا على الأسر فحسب، وإنما على المجتمع ككل، وهذا ما رصدته منظمة أطباء بلا حدود، لذلك وجب دعم مجهودات مسام لنزع الألغام لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في اليمن.