الأخبار
كلمة “جسيمة” التي استعملها الصحافيون والواردة في بعض تقارير المنظمات قد لا تكون كافية لوصف نتائج ما فعله الإنقلاب الحوثي بالمدن اليمنية وسكانها. لقد ظل استهداف المدنيين والممتلكات العامة والخاصة نمطا مألوفا خلال حرب الحوثيين العبثية.
إذ تواصل الميليشيات الإنقلابية سياسة الأرض المحروقة وتدمير البنى التحتية في اليمن عبر تفخيخ المدارس والمستشفيات والأحياء السكنية وزرع العبوات الناسفة داخل الأكياس الغذائية والدراجات وغيرهما.. لتحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح.
وللتذكير، فقد قامت هذه الجماعة في 2018 بتحويل مدرسة الشرف بمدينة الحديدة إلى ثكنة عسكرية بعد تدمير محتوياتها، كما وزعت بذور حقدها في الفصول الدراسية لمدارس أخرى لحرمان الأطفال من استكمال تعليمهم ضمن مخطط لتجنيد الأطفال قسريا، إضافة إلى لجوئها إلى زراعة الألغام والعبوات الناسفة داخل أكياس السكر والأرز وطفايات الحريق لتصل إلى منازل المواطنين والطرقات العامة في إطار انتقامها من الأهالي الرافضين لممارساتها الإرهابية.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد رصدت أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت الميليشيات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن طفل، والأجهزة المتفجرة المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار، كما وجدت المنظمة أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران قرب الحدود السعودية واستخدموا الألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.
فيما كشف عدد من أسرى الميليشيات الحوثية الإرهابية خلال اعترافاتهم التي نشرها المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة بعضا من انتهاكات جماعتهم بعد وقوعهم في قبضة القوات الحكومية أثناء المعارك الدائرة في مدينة حرض شمال محافظة حجة، إذ ذكر الطفل يحيى محمد الوظاف المجند في صفوف الحوثيين أن المتمردين قاموا بتجنيده لجبهة حرض بعد إلحاقه بدورة ثقافية في المراكز الصيفية التابعة للجماعة المتمردة مشيرا إلى قيام الميليشيات بأخذ الأطفال إلى الجبهات أثناء فترة الإجازة المدرسية السنوية.
فيما أوضح الأسير عبد الرحيم أحمد محمد الزجاري أن الميليشيا تقوم بتلغيم القرى والمدارس وممرات الطرق الرابطة بين القرى والأحياء.
والجدير بالذكر أن الحوثيين أقاموا مطلع يوليو الماضي 88 مركزا صيفيا للأطفال والمراهقين في صنعاء والمناطق الخاضعة لها وفقا لمصادر تربوية وذلك لتعبئة عقولهم بالأفكار الطائفية وإلحاق البعض منهم بجبهات القتال.
لم يعد هناك في بعض المدن مكان آمن فالحيز العمراني معرض باستمرار للانتهاكات بمختلف أنواعها.ويمكن بسهولة ويسر رصد الدمار المؤلم الذي أحدثه هذا الإنقلاب في مدن مثل صنعاء وتعز وغيرهما، كما أن معاناة السكان في المناطق الحدودية في محافظتي صعدة وحجة لا تقل إيلاما ومأساوية. ويدفع أبناء اليمن ثمنا باهظا لهذا الإنقلاب من أرواحهم وأجسادهم وفلذات أكبادهم.
في مقابل ذلك تمكنت فرق مشروع مسام خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر من نزع 2956 لغما وذخيرة غير منفجرة، ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية يوم 06 سبتمبر 87781 .
أما الألوية التهامية، فقد نزعت 1200 لغم خلال شهر أغسطس الماضي في الساحل الغربي، إذ قال قائد فريق نزع الألغام في الألوية التهامية أن الميليشيات الحوثية تفننت في طمر الألغام وتمويهها في الساحل الغربي بطرق مختلفة وبشكل عشوائي مشيرا إلى أن الألغام التي تم نزعها هي ألغام فردية ومضادة للآليات وغيرها من الألغام المبتكرة التي وقع تدريب الميليشيات على تصنيعها وطرق زرعها عبر خبراء من خارج اليمن معتبرا أن الألغام التي تم نشرها في محيط مدينة الحديدة تعد من أخطر الألغام كونها زرعت بشكل خبيث جدا وتشكل خطراً آنيا ومستقبليا على الأجيال القادمة على حد قوله.
اليمن السعيد لم يعد سعيدا ولن يكون كذلك لسنوات قادمة بسبب الحرب العبثية التي تخوضها الميليشيات الحوثية والتي ستخلف وراءها إرثا يصعب التخلص منه في المستقبل القريب والتي ستذكر اليمنيين بمرور هذه الجماعة الإرهابية من أرضهم.