الأخبار
تندلع الصراعات وتنتهي لكن آثارها تظل باقية لاسيما عند استخدام الألغام التي تحرص على إبقاء أجواء الحرب لسنوات طويلة. فالألغام تحول دون استصلاح واستغلال المساحات التي بها حقول ألغام مما يعرض البشر والحجر والحيوان لأخطار لا يزول أثرها لسنين قادمة.
فالقصف وقذائف الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، تقتلع وتطرد السكان من منازلهم وقراهم بينما تتكفل الألغام والمتفجرات الحوثية بالتربص بهم وتصيدهم في الطرقات، ليكون الهلاك والإعاقة مصيرهم المحتوم، مما يخلف مآسي لا حصر لها ومعاناة لا تنتهي.
وكان وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي قد أكد أن ميليشيات الحوثي تواصل انتهاكاتها وأنها مستمرة في حفر الخنادق وزراعة الألغام في مدينة الحديدة بالتوازي مع تصعيدها العسكري واستهداف منازل المواطنين في مختلف مديريات المحافظة بالساحل الغربي، مشيرا إلى أن الميليشيات قد دمرت خلال عام معظم البنى التحتية هناك من طرقات ومؤسسات حكومية وخاصة.
حيث تستمر الألغام الأرضية والمخلفات المتفجرة في القتل والأذية وتدمير الحياة والأرزاق. ويضعف التلوث بها صحة السكان بطريقة غير مباشرة وذلك بتخريب أمنهم الغذائي ومنع إتاحة الماء الصالح للشرب والوقوف حائلا أمامهم للوصول إلى المرافق الصحية.
لقد أدخلت الجماعة الإنقلابية اليمنيين في دوامة معاناة اقتصادية وصحية وبيئية بسبب تعنتها وإصرارها على خرق القوانين والاتفاقيات الدولية والإنسانية.
وتواصل العبوات الناسفة والألغام المزروعة في أنحاء متفرقة من اليمن تهديد الآلاف من سكان البلاد في حقولهم وطرقاتهم ومنازلهم. كمائن الموت الحوثية تتربص بأبناء هذا البلد، وربما آخر ضحاياها المواطن عمر حمود غالب الذي فقد حياته نتيجة انفجار عبوة ناسفة بالسيارة في طريق الفازة التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، فيما أصيب مرافقه إسماعيل علي بن علي بجروح بليغة.
ويعكف هؤلاء الانقلابيون على زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي في المناطق التي تم طردها منها. وقد تكررت حوادث انفجار الألغام بمئات اليمنيين في مناطق متفرقة من الحديدة.
ورغم ما ترتكبه هذه الحركة الإرهابية من جرائم وخاصة تلك المتعلقة بنشر أعداد هامة من الألغام على الأراضي اليمنية، تواصل فرق مسام عملها بمعنويات عالية حتى يتم تطهير جميع المناطق بشكل كامل.
وكان الفريق 11 مسام قد بدأ مهمة جديدة لنزع الألغام في منطقة الزور التابعة لمديرية صراوح بعد أن أكمل عمله في تطهير عدد من المناطق الملغومة في مديرية رغوان بمحافظة مأرب.
وأكد قائد الفريق الـ11 العقيد صالح الطريق أن الزور، التي باشر فريقه العمل فيها منذ 3 أيام، منطقة حيوية باعتبارها تحتوي على تجمعات سكنية ومساحات زراعية ومنها تمر الطرق المؤدية إلى وادي ذنة وهو منطقة سياحية، مشيرا إلى أن الفريق تمكن حتى الآن من إزالة 7 ألغام أرضية.
في اليمن حيث يرزح الآلاف من الأبرياء تحت مزاجية الميليشيات الحوثية تتواصل المعاناة التي لا يلوح لنهايتها أي بصيص، وخاصة في ظل مضي هذه الجماعة في ممارساتها الإجرامية مما جعل الجرح غائرا من الصعب أن يندمل.