الأخبار
الحوثي كالسرطان، توغل في الجسم اليمني حتى أنهكه وعبث بمكوناته. كما يحاول هذا الوباء التغلغل في الأذهان والأرواح. هذه النبتة الخبيثة تمثل تهديدا فعليا للدولة والوحدة الوطنية ومستقبل الإنسان اليمني.
لقد عملت جماعة الحوثي على تخريب العقول لأنها تعلم تمام العلم أن معركة السلاح والمواجهات العسكرية مهما طالت فإنها ستنهزم فيها. فالحوثيون على يقين أن وعي الناس سيشكل خطراً عليهم، لذلك عملوا على إيقاف كل الخطباء المعارضين لهم ومنعهم من اعتلاء المنابر. كما يسعون اليوم إلى مصادرة شبكات النت.. هذا علاوة على استهداف التعليم من خلال تعديل المناهج لتتماهى مع فكره، عدا عن إجبار مدراء المدارس والمدرسين والطلبة على حضور دورات تثقيفية طائفية تحت عنوان “الهوية الإيمانية” و المقصود بها الهوية الطائفية السلالية.
غسيل عقول الأطفال هو سلاح هذه الجماعة لمزيد إشعال نار الفتنة، فهم وقودها ليستعر لهيبها وتكبر الخلافات والمناكفات بين أبناء الشعب الواحد وهو ما يعبد لها الطريق لتحقيق مآربها والوصول إلى السلطة.
إن جرائم هذه الجماعة ضد المدنيين مرتفعة جدا تكشف عن نواياها في إبادتهم، وهو ما يفسر خرقها المتواصل لأي إتفاق أو معاهدة على غرار اتفاق ستوكهولم في السويد الذي مر عام كامل منذ إبرامه، إذ تواصل الميليشيات الحوثية انتهاكاتها وتصعيدها العسكري في محافظة الحديدة الساحلية، حيث تجاوزت خروقاتها الألف، تنوعت بين قصف وزرع ألغام واستهداف مباشر لمواقع القوات المشتركة.
وحسب المركز الإعلامي لألوية العمالقة في جبهة الساحل الغربي، فقد بلغ عدد القتلى منذ انطلاق الهدنة 232 شخصا توزعوا كالتالي: 68 طفلا، 29 امرأة، 41 من كبار السن و94 شابا. بينما بلغ عدد الجرحى 2311 بينهم 264 طفلا، 179 امرأة، 271 من كبار السن و1597 شابا.
ونلاحظ مما سبق أنه رغم مرور عام منذ إعلان اتفاق ستوكهولم بين الحكومة والحوثيين الذي ينص على وقف إطلاق النار في الحديدة إلا أن الانقلابين لم يلتزموا ببنود هذا الاتفاق، وواصلوا تعنتهم وممارساتهم الوحشية بشكل يومي ضد المدنيين حيث يستخدمون مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة والقذائف المدفعية لاستهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين ويزرعون العبوات الناسفة والألغام المختلفة الأحجام في المزارع والمنازل، مما يظهر مدى خبث وحقد هذه الميليشيات على اليمنيين.
لقد دأبت هذه الجماعة الإرهابية على إغراق الأراضي اليمنية بكميات كبيرة من الألغام لتحول حياة الناس إلى كابوس ولعبة مع الموت لن تنته قريبا نظرا لأن خطر هذا العدو يمتد إلى ما بعد انتهاء أي صراع بسنوات.
وتواصل الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني اليمني عملها الدؤوب لإبعاد شبح الموت عن اليمنيين. وقد تمكنت من إزالة أكثر من 37 ألف لغم، كانت ميليشيا الحوثي قد زرعتها في مناطق عدة بمحافظة حجة، أغلبها من مديريات ميدي وحيران وحرض وأجزاء من مديرية عبس.
من جهة أخرى، استطاع مشروع مسام أن ينزع 1668 لغم وذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر، ليصل مجموع ما نزعته فرق المشروع منذ انطلاقه إلى 121813 تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
ما فتئ الحوثي يعبث باليمن وأبنائه غير مبال بما يعانونه جراء تصرفاته وألغامه التي ضيقت الخناق عليهم حتى تحول المشهد إلى أكوام ركام وأشلاء أجساد مبعثرة تدمي القلب وتدمع لها العين.