الأخبار
دون أي خطوط حمراء، أو محاذير، ولا ضوابط قانونية وضعية أو سماوية، تمضي مليشيات الحوثي وراء مد حقدها الجارف على اليمن واليمنيين إلى أبعد الحدود في مارثون زرع الألغام.
عمليات الزرع الهستيرية اللامعقولة بكل المقاييس فاقت في إجرامها وإرهابها المباح والمحظور، وكتبت في تاريخ البشرية صفحة غير مسبوقة في الإجرام.
الشوارع، الحقول، الساحات، الجبال، البيوت، الغرف، الخزائن، الحمامات، المباني، وغيرها تحولت لأعشاش لتفريخ الألغام الحوثية في كل الاتجاهات، والموت عملة رائجة في تلك الربوع، ومشاهد الأطراف المنهوشة والمبتورة والزاحفون في دروب الحياة الشائكة هناك باتت جزء لا يتجزأ من الواقع اليمني، فالعيون هناك تعودت على مشاهد تشييع الضحايا ورؤية من مزقت أيامهم الألغام.
جنون النقمة الحوثية سابقة في تاريخ الإجرام البشري، فإن قيام هذه الميلشيات على تفخيخ المباني السكنية، فهذا تعطش مرضي صادم للتقتيل والتنكيل بالضحايا، فهل يتلذذ هؤلاء برؤية ضحاياهم يتعذبون ويهلكون من صنيع عملهم الدنيئ؟!.
فلقد عثرت المقاومة اليمنية المشتركة مؤخرا على مخازن ألغام للمليشيات الحوثية داخل مبان سكنية بمدينة الحديدة غربي اليمن. وقد وجدت قوات المقاومة أحد مخازن الألغام في الأحياء الشرقية للمدينة عقب دحر المليشيات منها.
ويمثل ما تم العثور عليه في هذا السياق دليل واضح على حرص هذه المليشيات على صب الزيت على النار، والسعي لإطالة نفس أزمة الألغام في اليمن، والفتك بأكبر عدد من الضحايا في وقت قياسي، وهي معادلة ثتبتها الوقائع الميدانية.
وما عمليات الكشف عن الألغام وإتلافها في اليمن إلا إشارة إلى أن الغد هو سيمضى رغم رياح الغدر الحوثية لصالح سفينة الاستقرار اليمني، لأن اليمن سيرسو عاجلا أم آجلا في بر الأمان الحقيقي الذي عنوانه يمن بلا ألغام.
وهي عبارة كتبتها فرق مسام عن طريق الألغام المنزوعة في بعض المناطق اليمنية بلغة إيحائية في منتهى الجمال والتفاؤل، بعد أن وضعت هذه الألغام على شكل وردة، تنفث الأمل وتدحر فكرة الموت والخراب بسب هذه الفخاخ القاتلة، التي تحولها فرق مسام الهندسية المحترفة بعد العثور عليها وإبطال مفعولها إلى محمل لرسائل أمل ونجاح مأزر.