الأخبار
لقد جدد الحوثيون معاناة الشعب اليمني مع الألغام بزراعتها بمعدل مرتفع على طول الساحل وعلى الحدود مع السعودية وعلى طول طرق النقل المرتبطة بصنعاء من أجل إنشاء أطر دفاعية أو تمهيد الطريق للتراجع هذا ظاهريا، لكن الهدف الأساسي هو الانتقام من اليمنيين نتيجة رفضهم لوجود هذه الميليشيات على أراضيهم.
كل شيء يمكن أن يحمل لغما أو عبوة ناسفة قد يكون علبة أو لعبة أو قطعة أثاث. بشكل عام تركت الميليشيات الحوثية في المناطق التي دحرت منها أرقاما صادمة من الألغام والمتفجرات مما نجم عنه سقوط عديد الأبرياء فريسة لهذه الآفة. ويظل العدد الفعلي للضحايا مجهولا فهو أعلى بكثير مما يعلن عنه بسبب عدم توثيق هذه الحالات.
عديد المناطق تعيش فوق المتفجرات، حيث خلفت ميليشيا الحوثي ألغاما ومتفجرات في البيوت والمدارس والمستشفيات والمزارع، ويتناقل السكان حكايا مؤلمة عن ضحايا الألغام.
فاطمة محمد، من مديرية المخا خطفت الألغام نور عينها لتتركها تسبح في الظلام، وتعود الحكاية إلى أكثر من 9 أشهر ماضية، حيث حولت الميليشيات الانقلابية منطقتها إلى ساحة حرب مفتوحة، مما أجبر السكان على ترك منازلهم خوفا على أطفالهم من أن تطالهم نار الحرب.
وقد استبشروا خيرا عندما تحررت منطقتهم لأن فصل معاناتهم وتشريدهم قد انتهى، لكن ألغام الحوثيين المزروعة في مداخل القرية كان لها رأي آخر، فبدلت مسار عودتهم إلى أسرة المستشفيات، حيث أطفأت نور عين فاطمة وبترت ساقي زوجها لتغير فرحة رجوعهم إلى مأساة وحزن سيلازمهما مدى الحياة.
لقد حولت الألغام الحوثية منطقة الرويس التابعة لمديرية المخا إلى حقول موت تحصد الأرواح كما منعت المزارعين من استصلاح أراضيهم وحصد ثمارهم إضافة إلى وقوفها حائلا أمام عودتهم إلى منازلهم التي هجروا منها قسرا.
وكان العقيد عبدالله شعفل قائد الفريق 21 مسام، قد أكد أن فريقه وصل إلى المنطقة المذكورة في أغسطس 2018 وهي خالية من سكانها، وذلك بعد أن هجروها بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي احتلت كل مكان في المنطقة.
واستطاع الفريق 21 مسام من تأمين وتطهير 14 حقل للألغام نزع منها أكثر من 2900 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، 70% منها هي ألغام أرضية مضادة للعربات و30% فيها شراك خداعية ودواسات بحيث صارت قابلة للانفجار بوزن شخص أو حيوان.
وزرعت جميع تلك الألغام بشكل عشوائي في مداخل القرى والممرات وحول المنازل السكانية وفي المزارع وآبار المياه بهدف إعاقة المواطنين من العودة إلى منازلهم واستصلاح أراضيهم، وهو ما يبين النفس الإجرامي لهذه الجماعة التي تسعى وراء انتزاع الأرواح ووأد كل ما يرمز إلى الحياة. وتجد في ذلك لذة كبيرة مما جعلها تتفنن في أساليب إلحاق الأذى والترفيع في معاناة الشعب اليمني.
لقد صيرت الميليشيات الحوثية منطقة الرويس منطقة رعب وموت لتلحقها بقائمة مناطق مديرية المخا والساحل الغربي المنكوبة التي تعاني من الألغام، حتى بات صوت الانفجارات وحوادث الموت والبتر حدث يومي، لتشكل الألغام المنتشرة في كل زاوية خريطة الموت المؤجل الذي يتربص بأبناء اليمن.