الأخبار
“إن هذا النهج الإرهابي الحوثي يمثل تهديدا بالقضاء على اتفاقيات السلام والمفاوضات السياسية حول اليمن فقد كشفت الميليشيا الإرهابية عن وجهها صراحة وعلنا للعالم كله، إنها لا تريد سلاما ولا تريد استقرارا في اليمن، ولا يمكن بعد ذلك كله تصديق أية مزاعم للميليشيا ومن ورائها في إيران بأنهم يريدون السلام، بل على العكس، إنهم يسعون عمدا لإفشال أية مساعي للسلام في اليمن”.. هذا ما ورد في افتتاحية لجريدة البيان الإماراتية، وهو توصيف صحيح لما تقوم به هذه الجماعة من أجل المضي قدما في تنفيذ مخططها.
إذ لا تعرف جرائم الإنقلابيين حدا لوحشيتها فهي تبتكر يوميا طرقا جديدة لتذيق اليمنيين الويلات وتجبرهم على الإنصياع لأوامرها. وقد اعتمدت أساليبا مختلفة للوصول إلى مبتغاها كالقنص والاعتقال والقتل والإغتيال والتعذيب.. ولكن تظل الألغام واحدة من أبشع الطرق والجرائم التي استخدمتها هذه الجماعة لاغتيال المدنيين وتقويض مقومات الحياة.
قصة اليمن قصة أرض تقطر دما، اعتصر الألم ضلوعها وسكن الموت أديمها. منذ ما يزيد عن الخمس سنوات واليمن يعيش على وقع الحزن والشقاء.
فقد عمدت الميليشيات الحوثية على تدمير اليمن أرضا وشعبا فعلاوة على تخريب المستشفيات والمدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة والعامة، عملت على غسل أدمغة الأطفال من خلال تغيير المناهج التعليمية. لقد عصفت طموحات الحوثيين بشمال اليمن وجنوبه وبكل شيء جميل في بلد عرف بالسلم والسلام.
الحقيقة أن الثورة التي أرادها أبناء اليمن لتغيير واقعهم إلى الأفضل وتأسيس دولة القانون والمؤسسات تحفظ للمواطن كرامته وتحسن من مستوى عيشه، دمرت كل المدن والقرى وأشعلت الفتن والحروب بعد أن امتدت إليها يد الشر وسرقتها من أبنائها، فأصبح اليمن مدمرا ومجروحا وشعبه يعيش معاناة لا مثيل لها عبر العصور الماضية.
معاناة إنسانية تدمع العيون وتبكي القلوب وذلك نتيجة ما يعيشه اليمنيون من أوضاع قاسية. أكثر من 28 مليون يمني يحيون في قهر وألم وأحزان جراء ما يتعرضون له على يد الميليشيات الحوثية وحربها التي أحرقت الأخضر واليابس.
عويل وصرخات وبكاء في كل بيت من بيوت اليمن بسبب الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي وخاصة الألغام التي تشكل خطراً على المواطنين.
لقد حصدت هذه الآفة الآلاف من الأرواح ومازالت ماضية في ذلك، حيث قتلت امرأة تبلغ من العمر 25 عاما فيما أصيبت اثنتان جراء انفجار لغم أرضي في قرية هجار شمال قعطبة بمحافظة الضالع أثناء مرورهن إلى الوادي.
وفي مكان غير بعيد، لقيت طفلة لم يتجاوز عمرها الـ12 عاما حتفها في إنفجار لغم زرعته الميليشيات الحوثية في قرية الجناب بمنطقة بلاد الحيقي بمديرية الحشاء وذلك أثناء رعيها للأغنام.
وفي ذات المنطقة، انفجر لغم آخر خلال مرور أسرتين بحثا عن مكان يأويهما بعد تهجيرهما من منزليهما مما أسفر عن إصابة عدد منهما.
هذه الحوادث ماهي إلا نزر قليل من جرائم الحوثيين التي طالت الماضي والحاضر وتسللت بخبث إلى المستقبل بعد أن قاموا بطمر بذور حقدهم في الأراضي اليمنية لتبقى جاثمة على صدور اليمنيين لسنوات قادمة.
لكن في ظل هذه الأوضاع المزرية مازال مشروع مسام يكابد ويعافر من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء من براثن الموت الكامن في جوف أرضهم.
وكان وزير الدولة أمين العاصمة اللواء عبد الغني جميل قد أشاد بجهود مشروع مسام قائلا “إنه من المفارقات النادرة أن لدينا مشروعان قائمان في نفس اللحظة،أحدهما يصنع الألغام والمفخخات ويزرعها ليحصد أرواح أبناء الشعب اليمني بدعم إيراني، ولدينا مشروع مسام بدعم من الأشقاء في المملكة يعمل على نزع هذه الألغام لإنقاذ الناس وتجنيبهم مخاطرها”.
لطالما عمل مشروع مسام منذ انطلاقته على تأمين حياة الأبرياء إيمانا من القائمين عليه والعاملين به بحق الإنسان في حياة آمنة.. لكن هذه الجهود تتطلب دعما دوليا واسعا من خلال اتخاذ مواقف صارمة ضد هؤلاء المارقين ومنعهم من المضي في تنفيذ مخططهم الدموي لإيقاف نزيف الأرواح.