الأخبار
يستعد عام 2018 لململة دفاتره ليرحل دون رجعة، مصافحا العام المقبل مصافحته الأخيرة، لكن بالنسبة لليمن، يترك 2018 للعام الذي سيخلف تركة ثقيلة، ملف الألغام الشائك، ليستمر حمل اليمن واليمنيين منهكا مع هذا الملف المعضلة.
فبحسب تقرير للباحثة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إليانا ديلوزي، فإن الحوثيين يزرعون الألغام يدويا دون اعتماد نمط أو سجل يمكن تحديده، مما يزيد من الفوضى الأمنية في اليمن ويشكل تهديدا لحياة اليمنيين، ونتيجة لهذه الطريقة، “يمكن للأعاصير والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية أن تبعثر الألغام من مواقعها الأساسية”.. وتقول ديلوزي “يمكن إيجادها على طول الطرق الرئيسية وساحات القتال، فضلا عن المنازل والآبار وحتى المراحيض.. وفي جميع أنحاء البلاد، أصبحت مساحات من الأراضي غير صالحة للسكن بسبب الألغام”.
وقد عمدت المليشيات الحوثية إلى تحويل الألغام المضادة للآليات ذات المدى التفجيري الكبير إلى ألغام مضادة للأفراد، واستخدمت في ذلك دواسات كهربائية تتيح لهذا النوع من الألغام الانفجار بسهولة عندما يدوسه أحد الأفراد.
وقد كشفت وقائع ميدانية أن بين اللغم المزروع والآخر لا توجد إلا مسافة هامشية بما يعادل ما 20 و30 سنتيمترا، وبذلك تحول هذه الألغام المتراصة، المناطق السكانية والمناطق القريبة من الطرقات التي تغص بها، إلى حقول ألغام مفتوحة تنهش من يقترب منها وتزرع الرعب والأسى في قلوب المهجرين عنوة عن درياهم، وبذلك يتضح أن الهدف من زراعة الألغام ليس عسكريا فقط، وإنما إرهابا حد النخاع، يسعى لترويع الناس وبث الرعب فيها وإجبارهم على إخلاء بيوتهم وحاراتهم ومناطق تواجدهم نحو اللاوجهة.
ويسعى تحالف دعم الشرعية في اليمن إلى إزالة الألغام من المناطق المحررة عبر مجموعة من الجهود المشتركة الرامية أيضا لوضع القضية على رادار المجتمع الدولي، كونها تشكل جريمة ضد الإنسانية.
وقد أشاد البرلمان العربي بالدور المحوري والجهود المضنية التي يقودها مشروع مسام الهندسية لنزع الألغام في اليمن في نزاله المحتدم مع فخاخ الموت بين نزع وإبطال مفعول وتفجير لها حتى يتخلص اليمن واليمنيون نهائيا من شرها.
واليوم يستعد اليمن لتوديع عام 2018 وهو يحمل بين يديه ملفا منهكا. ملف الألغام ذو التكلفة الإنسانية والمادية الباهظة التي مازال يجاهد في الخلاص من تبعاته وتحرير اليمن من شراكه وكله عزم على كسب هذا الرهان.