الأخبار
لماذا هذا العداء للحياة؟ لماذا يرون في المساجد والمدارس والجامعات تهديدا لهم؟، فيقومون بتدميرها وتلغيمها؟، لماذا ترتفع أصواتهم دائما منادية بالموت لا بالحياة؟ بالتناحر لا بالتعايش؟ لماذا يمارسون سياسة الإستئصال عوض سياسة التعمير والبناء؟.
إن سياسة التفجير والتقتيل والتشريد التي يمارسها الحوثيون في حق الشعب اليمني تثير عديد التساؤلات حول حقيقة هذه الحركة والنوايا الكامنة وراء هذه التصرفات العدائية، إذ يواصل هؤلاء المرتزقة حصارهم الخانق على مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة، معاناة كبيرة وظروف معيشية وأمنية غاية في الصعوبة يقاسيها أهالي هذه المنطقة في ظل حصار مطبق مصحوب باعتداءات إجرامية يقوم بها أفراد هذه الجماعة على الأهالي.
لقد بات الوضع الإنساني في مدينة الدريهمي يدعو للقلق بسبب التدهور الكبير الذي تشهده. لقد أدى نقص الغذاء والدواء إلى جعل الوضع الإنساني والصحي حرجا للغاية بالنسبة لليمنيين نتيجة صلف الحوثيين الذين منعوا دخول قافلة مساعدات إنسانية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى مدينة الدريهمي جنوب الحديدة وهي المرة الرابعة التي يفعلون ذلك مما أدى إلى مزيد تعميق أزمة المواطنين المحاصرين.
ووفق بيان ألوية العمالقة فقد رفضت الميليشيات الحوثية فتح الطريق أو إزالة الألغام من طريق مرور المساعدات بعد أن تم الإتفاق على أن تقوم القوات المشتركة وميليشيات الحوثي بالتعاون مع المنظمة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان، لكن هذه الجماعة تنكرت لهذا الإتفاق، إذ تفاجأت القوات المشتركة وتحالف دعم الشرعية بعد تأمينها لمرور المساعدات بمواقعها برفض وتعنت الميليشيات وتنصلها مما وقع الإتفاق عليه.
وهو ليس أمرا جديدا لهؤلاء الإنقلابين، فلطالما خرقوا الاتفاقيات والمعاهدات ورموا بها عرض الحائط غير مباليين بما أحدثوه من صدوع داخل البيوت اليمنية. هذه عادتهم التي دأبوا عليها، فالميليشيات لم ولن تلتزم بأي قرارات أممية من شأنها إيقاف نزيف دماء الأبرياء، وهو ما يؤكد حقيقتهم الإنقلابية.
وسبق للمتحدث باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي أن قال “إن الميليشيات الحوثية قامت خلال السنوات الماضية بخرق الاتفاقيات التي أبرمتها مع الحكومة الشرعية ونسفها كاتفاقية السلم والشراكة واتفاقية دماج وعمران وغيرها من الاتفاقيات”.
لم يفلت من بطش الحوثيين وغطرستهم لا البشر ولا الحجر، حيث أقدم هؤلاء المتمردون على تحويل عدد من المساجد والمرافق الحكومية والخدماتية الواقعة في شوارع الستين والأقصى والأربعين وصنعاء وجمال والكورنيش والقدس وأحياء سكنية قريبة من جبهات القتال إلى ثكنات عسكرية للعناصر القادمة من خارج المدينة إلى جانب تكديس الكثير من الأسلحة والألغام والقذائف فيها بعد استقدامها من عدة محافظات مجاورة للحديدة.
وعمل الحوثيون في كل المناطق التي احتلوها على الإستيلاء على المساجد وعدم تحييدها أو احترامها أو احترام التعدد المذهبي في اليمن، إذ قاموا بإلصاق ورسم شعاراتهم على جدرانها من الداخل والخارج، ولم يتذكروا أن هذه المساجد هي بيوت الله ينبغي أن تطهر وتعظم ولا تكون مأوى لأسلحتهم ومقاتليهم أو مكان للتحريض والقتل.
لقد بات الوضع في اليمن ينذر بانهيار وشيك لهذا البلد وصارت مجريات هذا الإنقلاب مكلفة لليمنيين. وما مدينة الدريهمي إلا صورة مصغرة عن كارثية هذا الإنقلاب في باقي المناطق اليمنية التي تعاني الأمرين بسبب هذه الشرذمة التي تحاول بسط سيطرتها بقوة السلاح وخاصة الرابضة في جوف الأرض.