عين فاطمة مسرح
الأخبار
بعد رحلة نزوح استمرت لأكثر من 9 أشهر أرادت فاطمة أن ترى منزلها لكن الألغام أخذت عينها قبل أن تراه. فاطمة محمد من أبناء مديرية المخا، ضحية أخرى ضمن سجل طويل ممن فتكت بهم ألغام الحوثيين وعبواتهم الناسفة.
تقول فاطمة “أجبرتنا مليشيا الحوثي على ترك منازلنا عنوة بعد أن حولت منطقتنا إلى ساحة حرب مفتوحة.. فاخترنا النزوح خوفا على أطفالنا من أن تطالهم نار الحرب، وبعد 9 أشهر من النزوح، والتشرد، والمعاناة تحررت منطقتنا فاستبشرنا بذلك خيرا، وقررنا العودة.. لكن ألغام الحوثيين المزروعة في مداخل القرية غيرت مسار عودتنا إلى أسرة المشافي بعد أن أخذت إحدى عيني، وبترت ساقي زوجي”.
حولت ألغام الحوثيين منطقة الرويس التابعة لمديرية المخا إلى حقول موت تحصد أرواح الأبرياء، ومنعت المزارعين من استصلاح أراضيهم أو حصد ثمارهم، أو العودة إلى قراهم التي نزحوا منها.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي أكد العقيد عبدالله شعفل، قائد الفريق 21 مسام أن فريقة وصل إلى منطقة الرويس في أغسطس 2018 وهي خالية على عروشها، بعد أن هجر سكانها البالغ عددهم 1800 نسمة بسبب الألغام، والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيين في كل مكان بالمنطقة.
وقال شعفل “وصلنا إلى منطقة الرويس، وهدفنا الرئيسي هو كيف ننهي معاناة السكان، وتمكينهم من العودة إلى منازلهم، ومزارعهم التي حرموا منها لأكثر من عام”.
وأكد أن فريقه خلال فترة عمله في منطقة الرويس تمكن حتى الآن من تأمين، وتطهير 14 حقل للألغام، نزع منها أكثر من 2900 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، مشيراً إلى أن 70% من تلك الألغام هي ألغام أرضية مضادة للعربات، و30%’ فيها شراك خداعية، ودواسات بحيث تكون قابلة للانفجار بالإفراد، والحيوان.
وأشار قائد الفريق 21 مسام إن جميع تلك الألغام زرعت بشكل عشوائي في مداخل القرى وممرات الطرق، وحول المنازل السكنية، وفي المزارع، وآبار المياه بهدف إعاقة المواطنين من العودة إلى منازلهم واستصلاح أراضيهم.
وأضاف العقيد عبدالله شعفل أن الحقل الذي يعمل فريقه حاليا على تأمينه تبلغ مساحته 17 ألف متر مربع، ويقع على مدخل منطقة الرويس، وتمر منه الطرق الفرعية إلى قرى المنطقة تم الإنجاز فيه بنسبة 90%، وبلغ عدد الألغام التي تم نزعها من الحقل 120 لغما متنوعا.
وحذر قائد الفريق 21 مسام السكان من دخول أي منطقه لم تؤمن من قبل فرق “مسام” الهندسية، وعدم العبث بأي أجسام مشبوهة، والتعاون مع الفرق الهندسية، وإبلاغهم بأي معلومات متعلقة بالألغام ومناطق زراعتها.
وعن دور مشروع مسام، أكد الشيخ عبد الكريم عايض أن منطقة الرويس كغيرها من مناطق مديرية المخا والساحل الغربي حولتها ألغام الحوثيين إلى مناطق رعب وموت، فلا يكاد يمر يوم دون وقوع ضحايا في صفوف الأهالي، معظمهم من النساء والأطفال.
وأضاف الشيخ عبد الكريم في تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي بقوله “عند وصول الفرق الهندسية التابعة لمسام تنفست الأرض من جديد، وتمكن الأهالي من العودة إلى منازلهم آمنين بعد أن فتحت أمامهم الطرق، وأمنت المزارع، والمنازل، ومناطق الرعي”.
وبرغم الجهود التي تبذلها الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام لا تزال الكثير من مناطق السهل التهامي والساحل الغربي شاهدة على مئات الحوادث التي سببتها الألغام في الفازة، حيس، التحيتا، الجبلية، والدريهمي، حيث مزَّقت الألغام الحوثية أجساد الأبرياء، وحولتها إلى أشلاء، وتركت خلفها قصصا مأساوية لمعاناة ستظل أسر الضحايا تعيشها لفترات طويلة، لا يستطيع الدهر بتقلباته أن يمحوها بسهولة.