الأخبار
إن انتهاكات ميليشيات الحوثي، التي تحظى بدعم إيراني، طالت كل شيء في اليمن، فقد صاحبت مراحل النزاع انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني من قبل هذه الجماعة، فانتشرت وقائع القتل خارج إطار القانون والإعدام التعسفي وشكلت الاغتيالات وزراعة الألغام أخطر مصادر انتهاك الحق في الحياة.
وبحسب الحكومة اليمنية، فإن جرائم ميليشيات الحوثي تفوق إرهاب تنظيمي “داعش” و”القاعدة” لما ترتكبه من قصف للمدنيين وقتل المئات بألغامها ومشاهد الإعدام والسحل والزج بالأطفال إلى محارق الموت.
إن ما ترتكبه هذه الجماعة من جرائم بحق أبناء الشعب اليمني ماهو إلا عقاب جماعي على مواقفهم الرافضة لتمردها وإدراكهم لخطورة مشروعها وما أحدثته من تمزيق للنسيج الاجتماعي وإشعالها حربا عبثية بتمردها على السلطة الشرعية والاستقواء بالسلاح وخاصة الألغام والعبوات الناسفة لفرض أجندات مشبوهة تستهدف اليمن أولا وتهدد أمن المنطقة ثانيا.
ولعل القصص المأساوية الناجمة عن استعمال فخاخ الموت متواترة، فلا يكاد يجف حبر إحداها حتى تخط قصة أخرى.
وقصة المواطن يحيى معوض لا تختلف كثيرا عن سابقاتها، حيث فقد هذا الأخير حياته عندما انفجر به لغم من مخلفات ميليشيا الحوثي في منطقة الجاح غرب مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، وذلك أثناء همه بالعودة إلى منزله بعد انتهائه من العمل في المزرعة.
لقد عبثت تلك البذرة اللعينة بجسد المزارع ومزقته بفعل شدة انفجارها، هذه الحادثة تسبب في حالة من الخوف والفزع في صفوف السكان نظرا لأنهم يقصدون تلك المنطقة.
ولم تتوقف نتائجها عند سلب حياة معوض بل دمرت عائلة بأسرها، فقد كان يحيى يعيل 5 أفراد، وبمقتله ستتجرع هذه الأسرة المنكوبة كأس المعاناة والخصاصة مثل آلاف الأسر في الساحل الغربي التي فقدت معيليها نتيجة الانتهاكات الحوثية المروعة.
لقد حولت الميليشيات مديريات ومدن الساحل الغربي لأكبر حقل مزروع بالألغام في العالم، حيث لاتزال الألغام تشكل عائقا أمام عودة المهجرين والنازحين إلى قراهم رغم العمل الذي تقوم به الجهات المسؤولة عن نزع هذا الوباء.
وقد صرح مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي أن الفرق الهندسية التابعة للمشروع مازالت منتشرة من الجب إلى الساحل الغربي وجميع المناطق المحررة أو المناطق التي تستطيع أن تصل إليها بسلام، مشيرا إلى الصعوبات التي تواجه عمل الفرق وعلى رأسها الاعتماد على بلاغات الأهالي بوجود إصابات أو امتلاكهم لمعلومات عن وجود ألغام في منطقتهم، مضيفا أن فرق مسام مازالت تحاول توسيع العمل في مناطق أخرى شريطة أن يكون الوضع الأمني يسمح بذلك.
إن الوصول إلى حل للأزمة اليمنية يتطلب تحركات كثيرة توجب على المجتمع الدولي مواجهة الإرهاب الحوثي الموثق بالأدلة في التقارير الحقوقية الصادرة عن عدة جهات، لذا وجب بذل المزيد من الجهد لحماية الشعب اليمني من بطش الميليشيات.