الأخبار

“أرض الألغام” هكذا يمكن تسمية أرض اليمن الذي فخخ مستقبله، وصار كل شيء فيه مجهول، فقد ورثت مناطقه المختلفة كميات كبيرة من حقول الألغام.
فإرث يصعب التخلص منه بعد أن أصبح اليمن بفعل الإرهاب الحوثي أكبر دولة ملغومة على مستوى العالم، حيث زرعت الميليشيات الحوثية أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء النزاع أي بمعدل لغم لكل 30 يمني وبمستوى هو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية وفقا لما أورده تقرير خاص لصحيفة نيويورك تايمز.
قد لا يكلف زرع لغم إلا بضع دولارات لكن نتائجه وخيمة إذ تستمر هذه الألغام في القتل وتدمير الحياة والأرزاق حيث تقوم الميليشيات بتطويق مناطق واسعة بشبكات الألغام والعبوات الناسفة إضافة إلى زراعتها في القرى و طرقات المزارعين ورعاة الغنم في عدد من المديريات مما أودى بحياة عدد من المدنيين أو فقد أطرافهم و هم يطؤون إحداها.
وفي هذا الصدد صرح القائد السابق للقوات البريطانية الجنرال سير مايكل جاكسون لصحيفة فايننشال تايمز أن أثارا مروعة ستخلفها الألغام الأرضية التي زرعتها جماعة الحوثي معتبرا إياها” محنة طويلة الأمد” مضيفا أن الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام مما يجعل حجم التحدي هائل.
وكان برنامج ACLED الدولي قد كشف عن خطر أوسع متمثل في الألغام المجهولة والأجهزة المتفجرة البدائية. وبحسب البرنامج فقد قدر عدد القتلى بـ267 مدنيا على الأقل بفعل الألغام الحوثية فيما تشير تقديرات إلى أن عدد المقتولين يتجاوز 920 مدنيا فضلا عن آلاف الجرحى.
وقد ازدادت حدة الانفجارات الناجمة عن ألغام الحوثيين منذ بدء تحالف من القوات اليمنية المشتركة وشكلت 60% من مجموع الوفيات المدنية المرتبطة بألغام العصابات الحوثية المزروعة عام 2018، وكان شهرا ديسمبر 2018 ويناير2019 الأكثر دموية.
من ناحيته، أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن مسام نزع 44743 لغما كانت قد زرعتها ميليشيا الحوثي في أماكن مختلفة.
رغم هذا المجهود المتزايد لتطهير اليمن من جحيم الألغام مازالت هناك مساحات شاسعة من الأراضي الموبوءة تنتظر خلاصها خوفا من مصير مجهول قد يعصف بها.