الأخبار
وسط استماتتها للتغلغل داخل الجسد اليمني وإحكام قبضتها عليه، زرعت الميليشيات الحوثية الآلاف من ألغامها لإرهاب المدنيين وفرض سيطرتها بقوة السلاح حتى صار حجم المشكلة كبير بشكل استثنائي، كما أن العواقب باتت مروعة فمعظم الإصابات هي من المدنيين.
لقد قام الحوثيون بزراعة أكثر من مليون لغم بمعدل أكثر من لغم لكل 30 يمنيا وبتركيز أعلى من أي بلد آخر منذ الحرب العالمية الثانية.
وكان اللواء “محسن الجني” قد وصف ذلك، من خلف جدار حجري منخفض على حافة أحد التلال في منطقة نهم وهو يشاهد الأنوار البعيدة في صنعاء، بقوله:” إن صنعاء على بعد 23 ميلا فقط غير أن هذه 23 ميلا قد تكون تعادل 500 ميلا مع قيام الحوثيين بزرع الكثير من الألغام الأرضية بين الطرق المتعرجة والمستوطنات المتفرقة في الوادي، فأسلحة العدو الغير إنسانية باتت مشكلة تؤرق الجميع”.
وبحسب تقرير مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام لأغراض إنسانية، فإنه بفعل الجنون الحوثي الغير مكترث بمصير المدنيين أصبح اليمن البلد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط الذي تعرض لكارثة انتشار الألغام. إذ تصدر قائمة الدول الأكثر حوادث لانفجار الألغام على مستوى العالم، الأمر الذي يشكل خطراً مستداما على حياة المدنيين.
ولم تستثن الألغام الحوثية أي مكان سواء المنشآت العامة أو الخاصة بما في ذلك الطرقات والمنازل.. بل تعدت ذلك إلى البحر وكذلك مناطق عبور السفن التجارية، لتمثل تهديدا لحركة الملاحة الدولية وسببا في حرمان مئات الصيادين من ممارسة مهنة الصيد التي تمثل مورد رزقهم الوحيد.
وكانت تقارير حقوقية قد كشفت أن ضحايا الألغام قد تجاوز الـ10 آلاف، ويمثل الأطفال والنساء الغالبية الكبرى. وكان لتعز النصيب الأكبر من حيث عدد الألغام المزروعة وعدد الضحايا تلتها محافظة الحديدة ثم محافظة عدن.
ووعيا بخطورة هذه الآفة على الإنسان اليمني، تسابق فرق مسام الهندسية الوقت لتخليص العديد من المناطق من هذه الكارثة التي حلت بها والتي خطت قصصا مأساوية على طرقاتها.
وقد تمكن مشروع مسام منذ انطلاقه ولغاية التاسع من شهر أكتوبر الحالي من إزالة 191054 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة عدا عن تطهير 15.107.219 مترا مربعا من الأراضي اليمنية.
وفي سياق متصل، استطاع الفريق 18 مسام تأمين 8 قرى ومناطق سكنية بشكل كامل من الألغام ومخلفات الحرب في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، حيث تمكن من نزع وإتلاف 500 لغم مضاد للأفراد و100 عبوة ناسفة مموهة و1500 قذيفة غير منفجرة، نزعت جميعها من مناطق شخب، القفلة، الريدي، الباجة، الباطنة وهي مناطق حيوية آهلة بالسكان.
لقد أجرمت الميليشيات الحوثية بحق المدنيين بقيامها بتفخيخ المزارع والمساكن والطرقات… بآلاف الألغام التي صارت تمثل هاجسا لهم بسبب خطورتها على حاضرهم ومستقبلهم.