الأخبار
حينما وضع فريق مسام أقدامه على أرض اليمن الطاهرة وضع في الوقت نفسه ضميره وقلبه في كفوف اليمنيين واخذا على نفسه عهدا بالمضي قدما في مهمته الإنسانية حتى آخر رمق.
وفعلا أوفى أفراد أسرة مسام بهذا العهد النبيل، والدليل على ذلك المثابرة الميدانية الفذة والجادة وما قدمه مسام حتى آن من شهداء من خيرة أبنائه الأبرار .
فقد ودع هذا الفريق الصامد شهيدا جديدا مؤخرا بألم كبير وإصرار متجذر على مشوار بدأوه سويا، فقد أثناء تأديته لواجبه الوطني بانفجار لغم مضاد للدبابات زرعته أيادي الإجرام الحوثية في مديرية يختل بمحافظة تعز.
المأساة حدثت في تمام الساعة 8:00 من صباح الاثنين، حيث سمع دوي انفجار لغم مضاد للمدرعات عندما كان النازع عثمان علي أحمد صويلح من الفريق 12 مسام يقوم بعملية نزع ألغام ميدانية، ما أدى إلى استشهاد عثمان على الفور، بعدما قذفه مسافة 120 متراً من موقع الانفجار وتناثر إلى أشلاء.
وقد قدم أحمد صويلح نموذجا وضاء مشرفا في التفاني في أداء واجبه الوطني، فلطالما كرس جهوده وخبراته في دحر الألغام والتصدي لشرورها وتقصي أماكن تواجدها بمهنية عالية وعطاء لا محدود، حيث أبلغ صويلح على وجود اللغم الذي تسبب في استشهاده وبادر كالعادة لمحاولة اجتثاثه وإبطال شره، لكن ثمن هذه المهمة الإنسانية التي طالما آمن بقداسة رسالتها، كان حياته .
وكان فريق مسام أيضا قد شيع منذ فترة قصيرة الخبير في نزع الألغام الذي استشهد أيضا أثناء تأديته لواجبه الوطني بانفجار عبوة ناسفة زرعتها أيادي الإجرام في جذع نخلة بجانب إحدى الطرق الرابطة ما بين خط الخوخة – التحيتا في منطقة الجاح بمحافظة الحديدة.
وقد كان الشهيد مروان كديش وهو عضو الفريق الثامن مسام يعد أحد أمهر مهندسي مشروع مسام، وأكثرهم خبرة، حيث شارك في حرب تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيات الحوثي الانقلابية عامي 2015- 2016، وكذلك في الحرب ضد الإرهاب بمحافظتي لحج وأبين.
“فالسيد لغم” كان أفضل المهندسين في مشروع مسام ينفذ المهام الطارئة، إضافة إلى كونه مكلفا بنقل الألغام التي كان يتم جمعها من مختلف المناطق.
وكان الشهيد مروان قد أصيب 3 مرات في محافظتي أبين ولحج، أثناء محاولة إبطال سيارتين مفخختين، وكذلك أصيب في الساحل الغربي مرتين أثناء عمليات نزع المتفجرات والألغام، حيث أن ليده البيضاء بصمات في إبطال مئات الألغام والعبوات الناسفة، وتمكن بفعل ذلك من إنقاذ ارواح الآلاف من المدنيين الأبرياء ممن كانت ستحصدهم ألغام وعبوات الموت.
فليتغمد الله هؤلاء الشهداء بفائق الرحمة والرضى والرضوان وليخلفهم نعيما دائما وجنة عرضها السماوات والأرض.