الأخبار
في بيوتهم الآمنة ومدارسهم العامرة وطرقاتهم المعبدة بالسلامة والهدوء، وفي ألعابهم المؤنسة ومروج مرحهم الخصيبة الممتلئة بالحياة، يرى باستمرار أطفال اليمن صنيع مسام وشهدائه الأبرار، ولا يغيب هؤلاء الخيرون عن قلوب أطفال اليمن البتة، فهم من أبدلوا مخاوفهم أمنا ولملموا شملهم، وأعادوا لهم طفولتهم الضائعة. فبهذا الشعور يحيي أطفال اليمن على إيقاع ذكرى شهداء مسام وأسرة هذا المشروع الإنساني الرائع.
ومن المقر الرئيس لمشروع مسام أراد بعض أطفال اليمن أن يوجهوا نيابة عن سائر الطفولة اليمنية، رسالة شكر وتقدير إلى إدارة وطواقم وخبراء مشروع مسام والفرق الميدانية، على جهودهم الإنسانية التي يبذلونها في سبيل الإنسان اليمني واعادة الحياة إلى طبيعتها بعيدا عن إرهاب الألغام.
وقد دعا هؤلاء الأطفال اليمنيين إدارة مشروع مسام لمواصلة العمل والجهود الإنسانية حتى يتعافى كامل اليمن من الألغام ويحل عن بلادهم هذا التهديد الخطير لحياتهم وحياة ذويهم.
وقد وجهت هذه الطفولة اليمنية كلمة لمسام جاء فيها “نحن نتذكر اليوم خبر استشهاد خبراء مسام ونشعر من أجلهم بمرارة الفقد والحزن الكبير الذي تركه خبر استشهادهم في قلوبنا وقلوب كل اليمنيين، فخسارتهم لم تكن قاسية على أطفال وأهالي خبراء مسام الخمسة فقط، بل كان وقعها علينا جميعا، فالمهمة الإنسانية التي اختاروا المضي فيها لأجل إنقاذ حياة ملايين اليمنيين كانت كفيلة بأن يبقوا خالدين وأحياء في ذاكرتنا المليئة بأعمال مسام الإنسانية وخبرائه المخلصين في أداء الواجب وإعادة الحياة إلى كل مناطق اليمن في الصحراء والساحل والجبل في الريف والحضر.. شكرا مسام، وشكرا لشهدائه الأبرار”.
كما أضاف الأطفال في كلمتهم أنهم حين يتذكروا شهداء مسام فإنهم يروهم أحياء في كل الأرضي اليمنية التي تم انتزاع الألغام منها وعادت إليها الحياة، وبأنهم يتذكرون شهداء مسام كل صباح عند ذهابهم إلى المدرسة وأثناء عودتهم من المراعي والوديان، فلولا الله ومن ثمة جهودهم لما استطاع أطفال اليمن مواصلة دراستهم، والحياة بسلام في المناطق التي تم تحريرها من الألغام والعبوات الغادرة.
كلمات عبر من خلالها هؤلاء الأطفال على عميق امتنانهم وإكبارهم لما قدمه وتقدمه أسرة مسام من تضحيات من أجلهم، فأن يضحي أحدهم بحياته من أجل أن يهبك حياة ملؤها الأمان، هو من أرقى تجليات التضحيات الإنسانية الخالصة، التي لا تمحى من الذاكرة الجماعية مهما عبر الإنسان على هذه البسيطة.