حينما يشاهد العالم أطفال العالم ممزقين متألمين ضائعين ومظلومين ومعوقين ومقتولين بسبب الألغام.. ألا يخجل العالم من هذه المشاهد المدمية للقلوب وألا يرق قلبه للأصوات الصارخة عذابا والتي تخترق جدران الوجدان وتزعزع الضمائر الحية؟.
ألا يخجل العالم بإرادة ظهره لأطفال اليمن في محنته مع علب الموت المتفجرة التي تسللت لحياة هؤلاء الصغار وسرقت منهم طفولاتهم وأحلامهم وأغلى ما يملكون وشوهت الحياة في عيونهم وجعلتهم يرونها بألوان قاتمة ملئها الحسرة والضيق والمتاعب التي لا تنتهي والآلام المتوالدة المريرة.
ألا يخجل العالم من هروبه إلى الأمام من هذا النداء الإنساني الملح الذي ينبعث من حناجر أطفال اليمن الذين تقتلهم الألغام المتوحشة دون رحمة ولا ذنب اقترفوه؟.. متى .. متى سيخرج العالم عن صمته تجاه الجرائم النكراء التي تقترفها الألغام بحق طفولة اليمن على سبيل المثال لا الحصر.
الوجع في اليمن أكبر من أن يكظم في الصدور وأقوى من أن تستوعبه الضمادات وأعمق من أن يسكته التصبر، فالموت الملغوم في اليمن لا يرحم والألغام هناك لا تعرف البتة التوبة عن جرائمها النكراء والوجع الإنساني في تلك الربوع أكبر بكثير من الصمت المهزوم الذي يعم العالم إزاء هذا الملف الملح والحيوي.
فرق مسام تصل الليل بالنهار من أجل إيقاف حمامات الدم الملغومة وتسابق الزمن للحد من عدد الضحايا وهزيمة الألغام في أوكار في اليمن، وما قدمته ومازالوا يعملون على تقديمه، عمل جليل مبهر لا يمكن إلا أن ينحني أمامه احتراما وتقديرا، وجهود هذه الفرق مستمرة لأن مملكة الخير قطعت على نفسها وعدا أن لا تترك اليمن في محنته مع الألغام وحيدة، وهي ماضية في هذا الوعد بكل حزم وعزم، والنتائج المبشرة على الأرض تكشف بوضوح وصدق هذا التوجه.
لكن هذه الوقفة البطولية من مملكة الخير مع اليمن في محنته مع الألغام وتجنيد فرق مسام لهذه المهمة الإنسانية لا يخلي مسؤولية العالم الإنساني تجاه الشقيقة اليمن في مواجهة هذه الجائحة الملغومة التى سيكون مصيرها الزوال الحتمي السريع بتكاتف الجهود وتوحد الصف والهبة الإنسانية الجماعية الصامدة لهزيمة هذا الإرهاب الجبان المدفون تحت الأرض.