الأخبار

بينما كان اليمن يرتجي الشفاء من ألغام صراعات النصف الأخير من القرن المنصرم، جاءت الحرب التي تصاعدت وتيرتها مع سيطرة الحوثيين على صنعاء في 2014 ليبدأ فصل هو الأخطر من تاريخ البلاد مع تهديد الألغام، حيث انتشرت مئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد والآليات بنسب متفاوتة في جميع المناطق.
وكان الشيخ عمر صالح بعيسي شيخ منطقة جبل النار قد أكد أن منطقته تم تفخيخها بآلاف الألغام والعبوات الناسفة من قبل ميليشيا الحوثي، مشيرا إلى أن السكان المحليين في المنطقة نزحوا من منازلهم ومزارعهم بعد أن حول الانقلابيون منطقتهم إلى مسرح لعملياتهم العسكرية.
وأضاف بعيسي أن المنطقة تم تحريرها بعد أكثر من سنتين من النزوح. وقد استبشر السكان بذلك، بيد أنهم وجدوا أنفسهم أمام عدو آخر أخطر وأشرس تمثل في الألغام التي طمرتها الميليشيات الحوثية في الطرق المؤدية للمنطقة والمزارع وآبار المياه والمدارس وحتى المقابر التي لم تسلم من بذور حقدهم.
وتعتبر منطقة جبل النار منطقة سكنية وزراعية كانت ميليشيات الحوثي قد أمطرتها بكميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي، مما تسبب في سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين جلهم من النساء والأطفال.
ولم يتمكن أهالي منطقة جبل النار من العودة إلى مساكنهم ومزارعهم إلا بعد أن أمنها الفريق 20 التابع لمشروع مسام وصرح العقيد عثمان الجهوري قائد الفريق أن فريقه يعمل حاليا على تطهير حقل ألغام تتجاوز مساحته 17 ألف متر مربع، وقد تمكن إلى حد الآن من تأمين 70% منه.
ومازال العمل مستمرا إلى حين تأمين المنطقة بشكل كامل، مبينا أن فريقه كان يعمل بخطة طوارئ لكثافة الألغام في جميع المناطق الحيوية في الساحل الغربي.
وقد استطاع الفريق تأمين أكثر من 10 مناطق ملغومة في مديريات المخا وموزع والوزاعية تم نزع منها أكثر من 10 آلاف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، موضحا أن جميع هذه الألغام وقع إزالتها من المنازل والمزارع والممرات والمدارس. وهو ما يكشف الوجه القبيح لهذه الفئة التي رأت في استهداف المدنيين والمشي على جثثهم طريقا لتنفيذ أجندتها.
لكن رغم المجهودات التي تبذلها الفرق الميدانية لمشروع مسام عدا عن بقية الجهات المهتمة بنزع الألغام، مازالت هذه الآفة تحصد الأرواح، حيث أدى انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات الإنقلابية في الطريق العام بمديرية خب والشعف في محافظة الجوف إلى قتل مدني وإصابة آخرين وذلك أثناء مرور سيارتهم المحملة بالمواد الغذائية إلى منطقة اليتمة.
في ظل الخطر الذي تشكله الألغام والحرب العبثية المستمرة في اليمن، تحولت حوادث القتل إلى خبر متكرر خاصة وأن جبهات القتال مافتئت تتحرك وتتغير وتتوسع باستمرار مما يعني وجود مساحات شاسعة ملوثة بالألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة، الأمر الذي يمثل تهديدا حقيقيا لحياة ملايين اليمنيين.