الأخبار
عندما تسألني لماذا فعلوا باليمن ما فعلوا؟ ولماذا دمروه بهذه الطريقة البشعة؟ ولماذا ألقوا بشعبه للمجهول ليلاقي حتفه؟… وإذا كررت سؤالك مرارا لماذا أجهزوا على الأطفال بألغام الغدر حتى تركوهم جثثا هامدة ممزقة ترفض حتى الحيوانات أن تفعل مثل ما فعلوا؟ لن أتمكن من إيجاد الإجابة الشافية.
هذه الجماعة بدأت بكتابة تاريخ اليمن على طريقتها باستخدام عقل جهنمي لا يسعى سوى للخراب ورسم الألم على وجوه اليمنيين.
لقد تعددت الجرائم والضحية واحدة، عشرات الآلاف من المدنيين باتوا ضحايا لحرب صنعتها ميليشيات ذات عقل إجرامي بحت، حيث لم يكن القصف الجوي وحده سببا في قتل المدنيين وتعكير صفو حياتهم، بل أوجدت هذه الجماعة سلاحا آخر أكثر فتكا وبشاعة ألا وهو الألغام التي لا تكل ولا تمل من ترصد أبناء اليمن في غدوهم ورواحهم لتنقض عليهم كلما خان الحظ أحدهم وتحوله إلى أشلاء مترامية.
إن الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي لها دور أكثر خطورة وإيلاما نظرا لما تسببه من مضار على الفرد والمجتمع والبيئة والاقتصاد… فمنذ ما يربو عن 6 سنوات وهذه الميليشيات تزرع قاتلها المستتر في كل مكان تحل به.
فما من محافظة دخلتها إلا ونثرت فيها مئات الألغام بطريقة جنونية وعشوائية ما بات يرهب السكان. فهذه المعضلة ستبقى مؤرقة للجميع لسنوات طويلة قادمة.
ورغم ما يجري وما يحدث، لم تتوان الميليشيات في مواصلة سياسة “الأرض المحروقة” بعملها على تفخيخ المباني السكنية والمنازل والمدارس والمستشفيات… وكأن غليلها لن يشفى إلا إذا رأت هذا البلد ركاما يتصاعد الدخان من كل أرجائه وتفوح رائحة الموت من كل زاوية فيه. فهل بعد هذه الأفعال يمكن أن نطلق على هؤلاء صفة إنسان؟.
الحوثي يعتقد أنه لا يستطيع أن يكبر إلا بتصغير الآخر وتحطيمه.. لا يقدر على أن يكبر بذاته دون أن يتآمر ودون أن يخون، غير مدرك أنه في الحقيقة لا يكبر بقدر ما أن الآخر هو الذي يتحطم. والآخر ما هو إلا أبناء بلده الذين تجمعه بهم علاقة أرض وقرابة ودم.
وأمام خارطة المعركة الإنسانية ضد العدو الحوثي ومشروعه الظلامي الميليشاوي، تتعدد التحديات وتتنوع ميادين النزال وصور المواجهة ومسارات النضال من أجل استعادة الدولة وحماية المدنيين ولعل أهمها تأمين حياة اليمنيين وإبعاد شبح الموت عنهم من خلال نزع الألغام المنتشرة هنا وهناك.
وهو تماما ما يقوم به مشروع مسام منذ أن حط رحاله باليمن، حيث يبذل ما بوسعه للتصدي لهذا الوباء الذي أرق مضاجع الناس.
وتخوض فرقه الميدانية معاركها المصيرية بعزيمة وإصرار ووعي بأهمية عملها وخطورته.
لقد طرقوا كل الأبواب المشروعة والمتاحة لتحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بالمخطط الحوثي الرامي لسفك دماء الأبرياء وتدمير اليمن وذلك بتوفير كل المستلزمات الضرورية والمتطورة للقيام بهذا العمل على أحسن وجه وفي أقل وقت نظرا لخطورة وجود الألغام على حياة الناس وعلى مصادر رزقهم.
وفي هذا السياق، كان مشروع مسام في الساحل الغربي قد نفذ عملية إتلاف وتفجير لـ1155 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، وهي العملية عدد 80 له في اليمن وال28 في الساحل الغربي.
بشكل شبه يومي، يسقط اليمنيون قتلى وجرحى بفعل الألغام التي زرعت بكثافة من قبل الحوثيين الساعين لبسط سيطرتهم على المنطقة وافتكاك السلطة ولو مشيا على جثث أبرياء. فهل يعلم هؤلاء أن كل قطرة دم تسيل هناك وكل روح أزهقت هي ذنب في رقابهم سيدفعون ثمنه إن لم يكن في الآن فسيكون يوم نقف جميعا بين يدي رب العالمين. حينها أن تساعدهم حليفتهم التي جعلتهم يستقوون على خلق الله.