الأخبار
في الوقت الذي ترنو فيه دول العالم إلى إرساء أسس لاستقرار مجتمعاتها وتطمح إلى تحسين وضع مواطنيها من خلال بناء اقتصاد قوي والعمل على نشر العلم، تتفنن ميليشيات الحوثي في صناعة القتل والدمار وزرع المتفجرات وإزهاق أرواح الأبرياء وكأن اليمن بات مرتعا لها ولتجاربها الإرهابية.
لقد نوع الحوثيون في تشكيل الألغام والعبوات الناسفة وتمويهها لجعلها غير مرئية وقادرة على اصطياد المدنيين بسهولة. إذ لم يتركوا برا ولا بحرا وصلوا إليه إلا ونثروا فيه ألغامهم ومتفجراتهم متعددة الأشكال والأحجام.
ففي مديرية نهم شرق صنعاء، عثر المواطنون على جثتي شابين بعد مرور نحو نصف شهر على فقدانهما حيث انفجرت بهما ألغام من مخلفات الحوثيين في جبال منطقة مدفون أين سبقت ونالت هذه الآفة من عشرات المدنيين من رعاة المواشي وسكان المنطقة نتيجة لكثافتها وانتشارها بشكل عشوائي في جبال المديرية وطرقاتها.
كما حول هؤلاء المتمردون بعض المناطق الزراعية إلى أماكن لتخزين الأسلحة أو التسلل بين الأشجار لعمل كمائن. وتعمد الحوثيون نشر الألغام والمتفجرات في الطرقات وبين المزارع بأشكال مختلفة فبعضها على شكل جذوع نخل وأخرى على شكل صخور، وهو ما أسفر عن مقتل العشرات وتعرض آخرين لإعاقات مستدامة.
ولم يكن ضحايا الانقلاب من المدنيين قتلى وجرحى فقط بل كان له ضحايا آخرون يكابدون من أجل الحفاظ على حياتهم وحياة أفراد أسرهم، فقد احتل اليمن مراتب خطيرة من حيث ارتفاع نسبة الفقر والمجاعة حتى أصبح نصف سكان اليمن تحت خط الفقر والعوز والمرض وعلى بعد خطوات من المجاعة.
هذا وانتشرت الأمراض والأوبئة كالنار في الهشيم ففتكت بمئات الأرواح خاصة في صفوف الأطفال دون سن الخامسة والذين يعانون سوء التغذية الأمر الذي جعلهم أقل قدرة على مقاومة المرض ولقمة سائغة له، خاصة في ظل تردي الوضع الصحي في البلاد والذي يظهر في ضعف شبكات الصرف الصحي وانتشار القمامة في الأحياء والمناطق السكنية المأهولة وطفح المجاري والماء الملوث.
لقد جعلت الميليشيات من المواطن اليمني وقودا لانقلابها على شرعية هذا البلد. فقد شهد اليمن ترديا كبيرا حيث جلب الانقلاب سنوات عجاف أثثتها أنواع مختلفة من المآسي والآلام والدمار والأمراض النفسية.