الأخبار

18 مديرية بمحافظة تعز، تحولت إلى مسرح مفتوح بلا سقف ولا جدران تعربد فيه آلاف الألغام الحوثية الفردية والأرضية بشتى أنواعها و بالعبوات الناسفة بمختلف أشكالها وأحجامها.
وهو مشهد يفطر القلوب تحدث عنه مشرف فرق مسام الهندسية في محافظة تعز وقائد الفريق 22 مسام، عارف القحطاني، في تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، حيث بين أن الألغام الحوثية المزروعة بشكل كثيف وعشوائي في مديريات محافظة تعز تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 2154 مدنيا قتل منهم 184 طفلا وجرح 384 طفلا، وشمل القائمة المتبقية عددا من الشيوخ والنساء.
وأمام هذا الوضع المأساوي شد مسام العزم والهمم وتوجه لإنقاذ الناس من هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض، حيث عمل الفريق 22 مسام الناشط في مديرية الوازعية، إحدى أكبر مديريات محافظة تعز، حيث تعتبر هذه المديرية شبه مُغلقة بالألغام، وهو ما أجبر السكان على النزوح للنجاة بأنفسهم من جحيم الفخاخ المتفجرة، حيث تقبع الوازعية في وسط خمس مديريات جميعها مفخخة بالألغام والعبوات الناسفة.
وهنا فصل القحطاني هذا الوضع، معتبرا أن ألغام الحوثيين المزروعة في 82 منطقة سكنية بمديرية الوازعية تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 375 مدنيا، ناهيك عن الخسائر المادية التي تعرض لها السكان المحليين نتيجة زراعة الألغام في منازلهم وفي حقول السمسم والذرة البيضاء التي كانت يفخر بها مزارعهم، ويعيلون بعائداتها أسرهم، والتي حولتها المليشيات إلى حقول مزروعة بالموت.
وقد نوه القحطاني أن الفريق 22 مسام استطاع خلال فترة عمله في مديرية الوزاعية تأمين منازل المدنيين وطرقاتها وعدد كبير من مزارعهم لتنير بذلك شمعة الأمل في نفوس المواطنين بإمكانية العيش مجدداً في مناطقهم بسلام.
وأشار المهندس عارف القحطاني إلى أن مشروع مسام ممثلا بالفريق 22 تمكن خلال العامين الماضيين من تأمين 30 مدرسة، ومركز تعليمي، و6 مراكز صحية، ومستشفى. كما استطاع مسام أن يفتح الطرق الرئيسية التي تربط المديرية بمحافظة لحج، وعدن، ومكن المنظمات الإغاثية لتمكين إيصال المساعدات الطبية والإغاثية للسكان المحليين.
واستطاع مشروع مسام في مديرية الوازعية خلال فترة وجيزة أن يعيد للأرض حياتها وعادت بفضله حقول السمسم البلدي، والذرة البيضاء نبضها من جديد.
كما تمكن مسام أيضا من إعادة الفرحة إلى ملامح الأطفال بعد تأمين ملاعبهم وأماكن مرحهم، واستطاع أخيرا طلاب المدارس من حمل حقائبهم والذهاب إلى مدارسهم من جديد.
ورغم ما حققه مسام إلا أن مهمة تأمين الوازعية بشكل كامل، من ألغام الميليشيا مازالت تحتاج إلى مزيد من الجهد والوقت.
وهنا يواصل خبراء مسام زيارة مديرية الوزاعية ، وهوما وصفه مشرف فرق مسام الهندسية في تعز وقائد الفريق 22 المهندس عارف القحطاني بالزيارة التاريخية والمهمة حيث قال “على الرغم من مشقة الطرق المؤدية إلى الوازعية والتي تمر عبر وديان وسهول مديرية الصبيحة بمحافظة لحج صعودا عبر مرتفعات جبلية أكثر وعورة، تغلب خبراء مسام على كل تلك الصعوبات وتمكن من الوصول إلى الوازعية، وهذا دليل واضح على إصرار وعزيمة مشروع مسام ممثلا بإدارته وجميع منتسبيه على المضي قدماً في تحقيق هدفهم الإنساني النبيل لإنقاذ اليمنيين وتأمين حياتهم من خطر الألغام ليؤكدوا مجدداً بأن على هذه الأرض الطيبة المباركة ما يستحق الحياة”.