الأخبار
خلال 100 يوم، حصدت الألغام الحوثية حياة ما يناهز 50 مدنيا، حيث تمضي وتيرة استهداف الأبرياء العزل، من قبل فخاخ الموت المتفجر إلى الإمعان في رسم خارطة طريق وعرة مسكونة بالهلاك والرعب لأهل اليمن أجمعين، الذين يقبعون في أكبر حقل مفتوح للألغام في العالم، وهو حقل تفننت الميليشيات الحوثية في زراعته كما وكيفا، فاتحة مساحاته بالطول وبالعرض، حتى بات الناس في اليمن يهابون خطاهم على الأرض إلى أبعد الحدود.
فكل خطوة في الربوع اليمنية التي لم يتم تطهيرها من قبل فرق مسام بعد من الألغام، قد تكون مجازفة بحياة أي شخص، وقد تمثل منعرجا حاسما في حياته لا يحتمل أكثر من احتمالين لا ثالث لهما، فإما الهلاك الفوري، أو الحياة بأطراف اصطناعية وبجسد مشوه ما تبقى له من عمره.
فما يزيد عن مليوني ونصف المليون لغم متنوع، زرعتها الميليشيات الحوثية خلال الأعوام السابقة في مختلف المناطق الآهلة بالسكان، والطرقات، في المناطق اليمنية المتفرقة، تشكل في مجملها فخاخ موت وعجز محقق لليمنيين.
وقد قام فريق الرصد الخاص بـ”سبتمبر نت”، برصد إحصائية خاصة بعدد وقائع انفجارات الألغام الحوثية وعبواتها الناسفة منذ يونيو الماضي، وحتى الـ10 من شهر سبتمبر الجاري، والتي بلغت 18 في 8 محافظات يمنية.
أما عدد ضحايا الألغام الحوثية خلال فترة الـ100 يوم، هي الفترة التي رصد خلالها الفريق وقائع الانفجارات وضحاياها، فهي لا تقل عن 48 ضحية، بينهم 25 قتيلا، و23 جريحا.
وفي هذا السياق، تصدرت محافظة الحديدة، أعلى هرم الضحايا، الذين سقطوا جراء الألغام الحوثية بعدد 9 ضحايا، منهم 5 قتلى و4 جرحى، فيما جاءت محافظة البيضاء، في المرتبة الثانية بعدد 8 ضحايا، منهم 5 قتلى و3 جرحى، وتموضعت في المرتبة الثالثة محافظة الجوف بنفس عدد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى شخصان، و6 جرحى، في حين جاءت محافظة شبوة، جنوبي شرق البلاد في المرتبة الرابعة، بعدد 7 ضحايا منهم 4 قتلى و3 جرحى.
وخامسا كانت محافظة مأرب، بعدد 6 ضحايا بينهم 4 قتلى وجريحان، فيما احتلت المرتبة السادسة محافظة تعز بعدد 6 ضحايا منهم 3 قتلى و3 جرحى.
وسجلت محافظة الضالع، ضحيتان قتلا في حادث الانفجار، واحتلت محافظة حجة، شمالي غرب البلاد، المرتبة الثامنة بعدد بضحيتان جرحا في الحادثة.
وهنا يؤكد فريق رصد “سبتمبر نت” إن حصيلة القتلى التي بلغت 25 منها 11 طفلاً، و3 نساء، و3 فتيات، و8 رجال، فيما حصيلة الجرحى والتي بلغت 23 كان بينها 8 أطفال، و4 نساء، و8 رجال.
وفي هذا السياق أضاء أحدث تقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى أن المنظمة وجدت أدلة تثبت أن ميليشيا الحوثي إضافة إلى قيامها بزراعة الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار.
وهو ما جعل اليمن يتحول إلى أرض مسكونة بالألغام، تحولت فيها حياة الناس إلى معاناة حقيقة مع فخاخ الموت المتفجر، التي عطلت حياة الناس وحولتها إلى بؤس وتشرد وضياع داخل أسوار بلدهم الذي بات قنبلة موقوتة بسبب هذه الألغام.
وهو واقع عمل مشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن، على معالجته بمهنية عالية وحرص كبير وتضحية لا حدود لها، حتى يعود اليمن إلى معانقة مرحلة “حياة بلا ألغام”، وقد تمكن هذا المشروع الانساني منذ انطلاقه من تطهير 13.868.757 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، كانت مفخخة بالألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة، واستخراج من هذه الألغام والعبوات ما لا يقل عن 183581 قطعة.
واليوم يستمر مسام في عطائه ومثابرته، حتى تقتلع مخالب الألغام المغروسة في الجسد اليمني وتطبب جراحه النازفة وتطوى صفحة فخاخ الموت المتفجر من واقع أهل اليمن إلى الأبد.