الأخبار
طرق زرع الألغام وأماكن دفنها وأساليب تمويها وضحاياها، مؤشرات واضحة تكشف بالدليل والبرهان أن ميليشيات الحوثي تستهدف بتعمد لا متناهي المدنيين اليمنيين الأبرياء، فزحف الألغام على بيوت الناس وتخومها ومزارعهم وآبار المياه ومناطق الرعي والمدارس والطرق المؤدية إلى المناطق عالية التأثير وغيرها، لا يترك مجالا للشك بأن هذه الألغام وجدت لتقتل الأبرياء، بل ولتوقع أكبر عدد منهم من الضحايا، وهذا هو رهانها الدموي.
ففي أكثر المحافظات كثافة بالألغام على طول الساحل الغربي لليمن، قُتل المئات أو شوهتهم العبوات المخبأة في الأراضي الزراعية المدنية وعلى طول الطرق الترابية، حيث لقي 6 مدنيين بينهم طفلان مصرعهم بعد أن مرت سيارتهم فوق لغم للحوثيين في جنوب الحديدة.
وفي هذا السياق قال الدكتور داود خطاب مدير الخدمات الصحية الحكومية في المناطق الساحلية بالحديدة لجريدة الناشونال الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية، إن سبعة آخرين أصيبوا بجروح بالغة جراء الانفجار الذي وقع على طريق ترابي يربط بين مديريات التحية والخوخة.
كما أضاف أن “العبوة الناسفة زرعت في الطريق وانفجرت مع مرور السيارة التي كانت تقل عشرات المدنيين”، مضيفا أن 3 من القتلى من عائلة واحدة، حيث كانت السيارة تنقل مدنيين متجهين من مدينة التحيتا، متجهين إلى الخوخة، حيث يذهبون للعمل في الأسواق العامة وفي أماكن أخرى كما يفعلون كل يوم، لتقع مأساة موجعة، ليضاف هذا الجرح إلى جراح اليمنيين الغائرة بسبب الألغام.
وفي محاولة لمواجهة نزيف الدم هذا، بين مدير مشروع مسام السيد أسامة القصيبي، أن فرق المشروع قامت بإزالة 65% من الألغام والقذائف غير المنفجرة من مناطق الساحل الغربي في اليمن، حيث توجد غالبية ألغام الحوثيين.
كما قام مسام بتطهير 16،419،688 كيلومتر مربع من الأراضي اليمنية، واستخراج 200000 لغم وقذيفة وعبوات ناسفة في 91 عملية تدمير وتفجير ألغام منذ انطلاق المشروع منتصف 2018.
وفي هذا السياق، يقدر خبراء مسام أن عدد الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في المناطق التي احتلتها منذ بدء الحرب تتجاوز مليوني لغم وعبوة ناسفة.
وقد قال القصيبي لصحيفة ناشيونال إن هذا يجعل اليمن أكثر دول العالم (كثافة) من ناحية الألغام منذ الحرب العالمية الثانية، بسبب كثرة الألغام المزروعة في السهول والجبال والبحر والصحراء.
وفي أبريل 2019، ذكر تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش أن الاستخدام الواسع النطاق للألغام الأرضية من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن يقتل مدنيين ويعرقل وصول المساعدات الحيوية.
كما أوضح القصيبي أن العديد من السكان لقوا مصرعهم أو فقدوا أطرافهم، بينما أُجبر آخرون على ترك منازلهم بسبب المخاطر اليومية للعيش في منطقة بها ألغام الحوثي، حيث ركزت شبكة الألغام على طول الساحل الغربي لليمن في مناطق مأهولة بالسكان، واستهدفت المدنيين عمدا.
قال مطهر البثيقي، المدير التنفيذي لائتلاف رصد، وهي منظمة يمنيه مستقلة لحقوق الإنسان، مراقبة للأوضاع في البلاد “خلال الفترة من سبتمبر 2014 إلى يونيو 2018 ، سجلت فرق المراقبة لدينا مقتل 906 أشخاص وإصابة 1034 آخرين بألغام أرضية للحوثيين في 19 محافظة من أصل 22 محافظة في اليمن، كما أن من بين 283 شخصا قتلوا بألغام أرضية تابعة للحوثيين في 2019 ، سجل 94 طفلاً من بين الضحايا”.
وقالت بريانكا موتابارثي، مديرة الطوارئ بالإنابة في المنظمة، إن “الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لم تقتل وتشوه المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين الضعفاء من جني المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم بأمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة”.