الأخبار
أي ذنب اقترف الأطفال ليلاقوا هذا المصير من الجوع والموت والشقاء في حين كانت أكبر أحلامهم الحصول على قطعة حلوى أو دمية صغيرة؟ ففي زمن الانقلاب المشؤوم والجوع والدمار والدماء المهدورة، تنتهك براءة وتغتصب طفولة وتسرق ابتسامة ويطغى الوجع والألم والقهر ويحل البؤس والتشاؤم وتنتشر الأمراض والأوبئة والتشرد.
في زمن الحوثي، يعايش الأطفال وضعا مأساويا ليس لهم به أي يد فيتعالى صراخهم. يوما بعد يوم، تضييع طفولتهم وتزداد معاناتهم وتروع قلوبهم الصغيرة وتتضور أمعاؤهم جوعا وتتسرب أحلامهم ويتلاشى حقهم في التعليم والأمان الأسري.
أطفال اليمن ترعرعوا على أصوات الانفجارات والرصاص وعلى مشاهد العنف التي لا تفارق مخيلاتهم في ظل تجددها أمام أعينهم في كل لحظة.
إن أثر الانقلاب يتغلغل بعمق في اليمن ولم ينج منه طفل واحد. فالعنف المهول على مدار السنوات الماضية وارتفاع نسبة الفقر علاوة على الإهمال والحرمان وضعت عبئا ثقيلا على المجتمع اليمني ومزقت نسيجه الاجتماعي الذي كان له وقع خاصة على الأطفال.
وقد أشارت سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن، إلى أن الأطفال يواجهون العديد من المخاطر التي تهدد حياتهم كالانتشار الواسع للكوليرا وارتفاع مستويات سوء التغذية وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها عبر التطعيم الذي لم يحصلوا عليه نتيجة انهيار قطاع الصحة. وستفاقم هذه الأمراض مجتمعة مع بروز جائحة كوفيد 19 العبء على الأطفال وأسرهم.
في هذه الفترة الحالكة، لا يملك اليمنيون غير التنفس أو الصراع من أجل البقاء، فآلة الانقلاب الحوثية مازالت تحصد الأنفس وتزيد الأيتام أعدادا إضافية صبيحة كل يوم.
لقد قلبت القوى الظلامية حياة الناس رأسا على عقب وحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي يعايشونه صباحا مساء.
كما دمرت بلدهم وجعلته ركاما بعد أن خربت البنية التحتية عدا عن تصنيع الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية تستهدف المدنيين الأمر الذي تسبب في خسائر في الأرواح وإصابات مستديمة في صفوف المواطنين، إذ أصبحت رائحة الموت تفوح من كل زاوية وتحولت الأراضي اليمنية إلى مقابر جماعية يخيم عليها الحزن بعد أن تلطخت بدماء أبنائها.
فاستعمال الألغام والمتفجرات كان بمثابة حرب موازية حيث يقبع الموت الصامت في المسالك والدروب أياما وأسابيعا وشهورا وسنوات في انتظار اليمنيين الأبرياء.
إن حصيلة ست سنوات من الانقلاب في اليمن مرعبة. وقد أسفرت عن أسوء أزمة إنسانية في العالم في ظل ارتفاع نسبة الفقر وتدهور الوضع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي والصحي إضافة إلى عدم وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها. لذلك فإن اليمن بحاجة إلى مساعدة للخروج من هذا المأزق خاصة مع تعنت الميليشيات الحوثية وإصرارها على المضي قدما في مشروعها التخريبي.