الأخبار
من أصعب الابتلاءات على العائلة، فقد أحد أفرادها، ومن أجل المحن على أي أم خسارتها لفلذة كبدها، وما يعقب هذه المحنة من حرقة وألم عميق لا يعلم علمه إلا الله ومن عاش هذا الابتلاء المرير.
لكن يتحول هذا البلاء الى مصاب جلل وجرح عميق لا يندمل، حينما تعيش الأم فقد أحد أطفالها أمام ناظريها، كما أن لطريقة الفقد تأثيرها الكبير عليها.
فمهما تخيلنا شعور الأم اليمنية نظيرة علي كراتشي، فإن خيالنا لا يمكن أن يسعفنا لنحيط بمقدار الألم الذي عاشته لحظة فقدها طفلها عمار أمام عينيها بسبب لغم وتحوله أمام ناظريها إلى أشلاء.
فصول هذه المأساة، تعود إلى اليوم الذي خرجت فيه الأم اليمنية نظيرة علي كراشي، لتعيش مرارات ووفاة طفلها عمار عكاشة بطريقة بشعة بسبب ألغام الحوثيين في اليمن ، فالطفل عمار عكاش توفي عندما كان يرعى الأغنام قرب بيته أمام عيني أمه، حينما انفجر لغم زرعه الحوثيون فيه، ليهلكه على عين المكان.
وهنا تروي نظيرة على كراشى، في تقرير لقناة العربية مأساتها بعبارات تدمي القلوب وتذيب الفؤاد قائلة، “ابني عمار خرج في الصباح ليرعى الغنم وانفجرت به العبوة أمامنا ومزقته إلى اشلاء، ولم تبقى حتى على أثر لثيابه”.
لتتدفق التساؤلات المريرة من قلب الأم قبل فاهها قائلة : “ما ذنبنا نحن؟ والشخص منا يخرج للرعي يجد اللغم انفجر به، ما ذنبنا ليأتي الحوثي ويزرع العبوات والألغام بجوار بيوتنا ومراعى مواشينا؟ وأي ذنب اقترفه الأطفال والفتيات والرجال؟ ونحن نرعى ونعمل في قرانا ولا نذهب أو نعمل بأي مكان آخر..
تساؤلات يائسة تكشف حرقة هذه الأم، التي نال اللغم من طفلها ومن وجه السعادة في حياتها، ليركها تكمل ما تبقى من عمرها أسيرة صور هذه الفاجعة التي لن تمحى من ذاكرتها ووجدانها مهما عمرت.