الأخبار
دخل اليمن منذ سقوط العاصمة صنعاء في يد الحوثيين، في سبتمبر 2014، ما يشبه المتاهة التي لا يمكن الوصول إلى نهايتها بسبب سطوة سلاح الميليشيات، فغياب الدولة وانهيار مؤسستها بهذا الشكل المريب على يد جماعة طائفية لم يكن إلا نتاجا طبيعيا للخلل الحاصل في المنطقة.
فالانقلاب الحوثي لم يكن لينجح دون هذا البعد حيث لقي حاضنة له مدته بكل ما يستحقه للمضي قدما في تخريب وتدمير البلد لأن ما يهمهم هو بسط سيطرتهم على المنطقة بأسرها.
تلك الجماعة التي أسقطت كل شيء في اليمن مازالت مستمرة على ذلك النهج حتى اللحظة من خلال ضربها وخرقها لكل الاتفاقات الرامية لإيقاف النزيف الحاصل.
لكن الكارثة تكمن في سعي هذه الميليشيات إلى التهام الدولة كحق إلهي خاص بها. بالتالي هي تريد ارتداء عباية هذه الدولة لكن دون أن تتحمل أي مسؤولية تجاه الناس وأمنهم واستقرارهم.
وبعد مرور ست سنوات على الانقلاب الحوثي، مازال اليمنيون يتذكرون ذاك اليوم المشؤوم الذي كشرت فيه هذه الجماعة عن أنيابها التي غرزتها في الجسد اليمني حتى أدمته.
لقد سقط اليمن في وحل الإمامة بنسختها الحوثية المتوحشة التي قوضت أسس الدولة وسلمت رقاب اليمنيين رهينة لمخطط حليفتها. ولم تتوان في استعمال أي وسيلة من شأنها أن تدك اليمن وتقضي على آماله في السلام.
وقد كانت الألغام الوسيلة الأنجع للقيام بهذه المهمة، حيث أردت آلاف اليمنيين قتلى ناهيك عن المصابين والجرحى الذين تسمع أنينهم في أروقة المستشفيات التي أصبحت غير قادرة على تحمل أعدادهم.
لقد كشفت هذه الجريمة التي أقدمت عليها ميليشيات الحوثي النقاب عن جحيم الانتهاكات البشعة في حق اليمن أرضا وشعبا، عدا عن آلاف الضحايا، منعت هذه الآفة المزارعين من استصلاح أراضيهم كما أنها تسببت في تشريد العائلات ومنعهم من الحصول على المساعدات الإنسانية اللازمة.
وتشكل هذه الكمية المهولة من الألغام خطرا مستداما على حياة المدنيين. ويتضاعف مع تعمد ميليشيات الحوثي زراعة هذه العلب القاتلة بشكل عشوائي وكثيف في المناطق التي يتم طردها منها بل حتى في المنازل والطرق والمرافق العامة غير مبالية بما سيحل بأبناء جلدتهم.
وتتنوع أشكال الألغام التي يقوم الحوثيون بطمرها فمنها ما هو صناعة يدوية على شكل صخور وأخرى على شكل كتل رمال إضافة إلى الأصناف المعروفة.
ورغم إصرار الحوثيين على إبادة اليمنيين ونسف البلد، نجد مشروع مسام يثابر ويعمل من أجل إسقاط هذا المخطط الإجرامي في الماء وتخليص الشعب اليمني من براثن الألغام التي تتربص بالإنسان اليمني في كل خطوة.
وقد تمكنت فرقه الهندسية من إزالة 1250 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة خلال الأسبوع الرابع من شهر سبتمبر الحالي لترتفع حصيلة الألغام المنزوعة منذ انطلاق المشروع ولغاية ال 25 من سبتمبر إلى 187795 ولترتفع معه المساحة المطهرة إلى 14.674.145 متر مربع.
تشكل ألغام الميليشيات الحوثية كابوسا يؤرق أبناء اليمن حيث لا يكاد يمر يوم دون سقوط ضحايا رغم حجم النجاحات التي حققها مشروع مسام.