الأخبار
ما يزيد عن الست سنوات منذ انقلاب الميليشيات الحوثية على السلطة واليمن يئن ويتوجع. لقد سلبت أوجاع هذا الانقلاب الفرحة والطمأنينة من الشعب اليمني، وصيرتهما حزنا وخوفا بسبب ما يعانيه نتيجة وحشية هذه الجماعة وإجرامهم المستشري إلى أن جعل البلاد تعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات عدا عن تزايد عدد القتلى والجرحى بصفة متسارعة.
إن الوضع في اليمن لا يمكن أن يوصف بأقل من أنه كارثي، فكل الأسر تأثرت بسبب هذه الفئة التي عاثت فسادا في هذه الأرض الطيبة.
فمنذ أن تمكنت الميليشيات الحوثية من إحكام قبضتها على صنعاء وانتشار جماعتها في شوارعها بحجة تأمينها من أية أعمال إرهابية، حسب زعمهم، والبلاد تتنفس بصعوبة بالغة وتعاني الأمرين، حيث تفننت هذه الجماعة في صناعة الموت وابتكار طرق جديدة للانتقام من اليمنيين.
إذ مازالت الميليشيا الحوثية تواصل إرهابها للسكان عن طريق اعتقال الآلاف منهم وإرسال البقية إلى حتفهم باستعمال الألغام التي نشرتها بكثافة في جميع المناطق.
إن زراعة الألغام من النواحي القانونية هي جريمة ضد الإنسانية، لا تسقط بالتقادم لمرتكبيها. وبالتالي فإن كل من أمر وزرع وشارك في عملية زراعتها ستطاله يد العدالة في يوم من الأيام عاجلا أم آجلا.
لكن المتمردين مازالوا يسعون إلى تفجير حاضر اليمن من خلال شن هجماتهم وزراعة ألغامهم التي باتت تهدد المستقبل أيضا.
وهو ما أكده مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي بقوله إن الميليشيات الحوثية ترتكب جرائم حرب عبر زراعتها لآلاف الألغام والعبوات الناسفة في منازل اليمنيين ومدارس أطفالهم ومصادر عيشهم، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.
وتخوض الفرق الهندسية التابعة لمسام معركة صعبة وشرسة لنزع هذه الألغام المتوارية تحت التربة والمتنكرة على أشكال مختلفة لتنال من ضحاياها بسهولة.
وفي ظل غياب خرائط دالة على مرابضها، تبقى عملية البحث عن الألغام المدفونة في باطن الأرض مضنية وتعتمد في أغلبها على التنبؤ بها عند وقوع حوادث انفجار أو بناء على إرشادات المواطنين، لكن ذلك لم يثن مسام على الاستمرار في عملهم بكل تفان سعيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح ومباني وأراضي.
وفي سبيل هذا العمل الإنساني الذي خطت تفاصيله أيادي الخير التابعة للمشروع، فقد مسام 21 من أبنائه عدا عن إصابة 16 آخرين منهم من تعرض إلى إعاقة دائمة.
على صعيد آخر، تمكن الفريق 23 مسام من إزالة 2151 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة في مديرية موزع بمحافظة تعز، كانت مزروعة في الطرقات الرئيسية والفرعية بمنطقة الجاهلية والمناطق المحيطة بالمديرية، مما شكل عائقا أمام حركة المواطنين.
كما استطاع الفريق تأمين مساحة جملية قدرت بـ293166 متر مربع تنوعت بين ممرات طرق ومساحات زراعية ومناطق سكنية.
لقد أودت الألغام بحياة الآلاف من المدنيين عدا عن تسببها بعاهات دائمة أثقلت كاهل المنشآت الصحية والعلاجية وفي خسائر اقتصادية للأفراد والمجتمع الذي مازال يأمل في الخلاص من هذه الكارثة والمتسببين فيها.