الأخبار
الأحداث التي يشهدها اليمن ليست سوى إشارة إلى مدى خطورة الوضع وإلى وجود حلقات عدة مفقودة تعيق أي معالجة خاصة بعد أن تشظى البلد على يد الحوثيين لذلك لا يلوح في الأفق أي حل وشيك لهذه الأزمة الخانقة التي عصفت بكل ما يوحي بالحياة. إذ بات كل يمني يتنفس الصعداء كلما مر يوم ولم يصب بأذى وصار اليمنيون خائفين مما يخفيه لهم اليوم الموالي.
لقد فخخ الحوثيون اليمن بعبوات الحقد وأدوات القتل بعد أن عجزوا عن إحكام سيطرتهم على الأرض والثروات والإرادة اليمنية وزجت بالبلاد إلى حافة الهاوية خاصة في ظل تفاقم المجاعة والأمراض والفقر والتدمير والقتل. إذ تشن الميليشيات الحوثية حملة انتقام جنونية وغير أخلاقية دفع ثمنها المدنيون الذين لا ناقة لهم ولا جمل سوى رفضهم للمشروع الطائفي الإستبدادي الذي تسعى هذه الجماعة إلى فرضه بقوة السلاح.
لقد تمادى هؤلاء الإنقلابيون في نهجهم كعصابة منفلتة خارجة عن القوانين والأعراف والقيم والأخلاق في محاولة لفرض سطوتهم.
هذا الأسلوب الهمجي الذي تنتهجه الميليشيات الحوثية من خلال انتهاك الحرمات والتنكيل بكل من يعارضها ويقف ضد مشروعها ماهو إلا دليل قاطع على وهن هذا المشروع وهو ما تحاول أن تخفيه ببث الرعب ومحاولة إحكام قبضتها برسم الألم والجراح على وجوه اليمنيين وأجسادهم، هذا ما كشفه مسؤول إعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحي اليناعي حين صرح أن أكثر من 1500 معلم ومعلمة قتلوا على يد مسلحي الحوثي خلال الأربع سنوات الماضية في حين أصيب قرابة 2400 من العاملين في القطاع التعليمي بطلقات نارية نتج بعضها إعاقات مستديمة علاوة على هدم 44 منزلا على ملك معلمين في محافظات صعدة وعمران وحجة وصنعاء وتسويتها بالأرض مستخدمين الألغام.
هذه التصرفات تبين بشكل قطعي استهداف هذه العصابة للقطاع التعليمي ومحاولة تقويضه لاسيما في ظل تدميرها المستمر للمدارس والجامعات إما عن طريق تفجيرها بالألغام أو بقصفها مما يؤدي إلى تدمير التعليم في اليمن وبناء جيل جاهل غير قادر على القراءة والكتابة يسهل السيطرة عليه.
فخلال سنوات الانقلاب، تعرض قطاع التعليم كسائر القطاعات لأضرار هائلة طالت البنية التحتية والتجهيزات.. وبحسب خطة الإستجابة الإنسانية للعام 2018 فإن 4.5 مليون طفل يمني في سن التعليم خارج المدارس إضافة إلى أن 21% من المدارس غير صالحة للعملية التعليمية ولايزال الوضع مرشحا للتدهور خاصة وأن الحوثيين يعملون على تحقيق ذلك.
ورغم السياسة التدميرية والدموية الممنهجة التي تتبعها الميليشيات الحوثية خاصة عن طريق الألغام سلاحها الذي مزق أوصال اليمن، يسعى مشروع مسام إلى تحسين أدائه حتى يتمكن من تقليص خطر الألغام وتأمين حياة المواطنين. وهو ما أكده السيد”رتيف” مدير العمليات بمشروع مسام بقوله أن المشروع استقدم جهازا يعد من أحدث الأجهزة المستخدمة عالميا في كشف الألغام العميقة والمدفونة على عمق أمتار ويتم تدريب فريقي الإستطلاع والفريق الأول على طريقة استخدامه.
ويعمل هذا الجهاز على كشف الألغام التي جرفتها السيول وكذا المدفونة في الكثبان الرملية مما سيساهم في زيادة فعالية الفرق الهندسية في عمليات المسح والنزع.
سيأتي يوم وستتطهر الأراضي اليمنية من النجاسة التي طمرتها الأيادي الحوثية في جوفها ليدرك الحوثيون على إثر ذلك أنهم عندما زرعوا الألغام لقتل الأبرياء وسلبهم أمنهم حينها دفنوا دينهم المزعوم وإنسانيتهم الضائعة وعقولهم المتحجرة.