الأخبار

يلقى اجتهاد فرق مسام لنزع الألغام لتخليص اليمن من فخاخ الموت تقديرا واحتراما كبيرين في مختلف الربوع والأوساط اليمنية، خاصة مع حرص هذه الفرق على نزع فتيل هذه الفخاخ هذه حتى آخر رمق فيها، إذ لا تكتفي الفرق بنزعها بل إنها تمضي بها إلى مرحلة إتلافها تماما من خلال عمليات تفجيرها بأعداد هائلة لكي لا يعاد استعمالها البتة.
وفي هذا الصدد، قامت فرق مسام بتنفيذ 5 عمليات تفجير لأربعة آلاف لغم في محافظة الجوف. وتمت عمليات تفجير هذه الألغام في منطقتي اليتمة ومنطقة الأقفال المحاددة للمملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق أوضح قائد الفريق 13 مسام العميد عبد الكريم الجوفي في تصريح خاص لمكتب مسام الإعلامي أن كميات الألغام والعبوات الناسفة التي تم إتلافها في 5 عمليات تفجير، هي حصيلة ما تم نزعه من قبل فرق مسام خلال شهرين فقط في منطقة اليتمة، الأجاشر، والأقفال وغيرها من المناطق والتي تعتبر أغلبها مناطق سكنيه ومناطق رعي للأغنام والإبل.
من جهته عبر محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي عن شكره الكبير للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن والفرق الهندسية التابعة له، مؤكدا بأن مسام هو مشروع حياه لكل اليمنيين.
وقد بين العكيمي في تصريح خاص لمسام أن الجهود والتضحيات التي يقدمها مشروع مسام في مهمته الإنسانية في اليمن لن تنسى وستظل محل تقدير من كل اليمنيين.
وفي سياق التحذيرات من محنة الألغام، أفاد القائد السابق للقوات البريطانية الجنرال سير مايكل جاكسون من الآثار المروعة التي ستخلفها مئات الآلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، معتبرا أنها “محنة طويلة الأمد”.
وقال جاكسون: إن “الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام التي خلفها الحوثيون هناك”.
وأوضح جاكسون خلال مقال له عبر صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن حجم التحدي هائل، بسبب وجود عدد كبير جدا من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تم زرعها هناك، إلى جانب بقايا الذخائر غير المتفجرة، التي يتبين من كثير منها أنها من إيران وحزب الله.
وأشار إلى أن الأمر الأكثر قلقا، أن هذه الألغام تستهدف المدنيين، مع وجودها داخل المنازل والحقول والموانئ، لكن بعيدا عن تسببها في وقوع خسائر بين صفوف المدنيين والجيش، هذه الاستراتيجية جعلت العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا بالغ الصعوبة في تلك المنطقة التي تحررت من سيطرة الحوثيين، وستكون عملية إعادة بناء البنية التحتية الأساسية التي دمرتها الحرب، أكثر صعوبة بكثير وأبطأ وأكثر إيلاما.
وبين جهود فرق مسام لدحر الألغام وتخليص الناس من شرها وتحذيرات أطراف عدة بعظم محنة الشعب اليمني بسبب فخاخ الموت الدموية هذه، يبقى التعويل على تظافر جهود أطراف عدة من مختلف أصقاع العالم في هبة إنسانية موعدة على غرار مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، حتى تستعيد تلك الربوع الملغومة نبض الحياة فيها بأخف الأضرار الممكنة.