الأخبار

تستمر الألغام الأرضية والمخلفات المنفجرة في قتل وأذية وتدمير الحياة والأرزاق. إذ تترك آثارا متعددة الأبعاد والمستويات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية. وتكمن خطورتها في كون آثارها طويلة المدى على السكان والبيئة.
ويبدو أن الجانب الإنساني منها يعتبر الأكثر خطورة على الإطلاق حيث تحولت في اليمن من مشكلة عسكرية إلى كارثة إنسانية محققة، بعد أن وزعتها الميليشيات الحوثية على الأراضي اليمنية بطريقة جنونية تدل على مدى الحقد والكراهية الذي تكنه هذه الجماعة لهذا البلد وشعبه.
وتنبع المأساة الإنسانية للألغام، التي لا تقل عن مليون لغم، في جعل الملايين يعيشون في خوف من فقدان حياتهم أو أوصالهم أو سبل عيشهم أو أقاربهم عدا عن الحد من حريتهم وسلب أمنهم أثناء تنقلهم إلى أعمالهم أو مدارسهم أو رعي مواشيهم أو قضاء شؤونهم.
تسعى الميليشيات الانقلابية إلى جعل الأراضي اليمنية أراض بور مهجورة لا تدب فيها حياة. لكن إرادة الحياة أبت إلا أن تنتصر، إنها عزيمة القرار تسربت إليها إرادة الانتصار تبلورت من خلال مشروع مسام لنزع الألغام الذي يعمل على الأراضي اليمنية لإجهاض السيناريو الدامي الذي أعدته الميليشيات الإرهابية بدعم إيراني.
مشروع مسام مشروع حياة بامتياز، يجتهد ويثابر من أجل اجتثاث الأشواك المسمومة التي طمرتها أيادي الشر في طريق اليمنيين وتجنيبهم سيناريو دموي قد يسفر عليه الانتشار الواسع لهذه الآفة.
وإيمانا بهذا الهدف الإنساني السامي، كان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد أعلن بداية شهر يونيو الماضي عن تمديد عقد تنفيذ “مشروع مسام لتطهير اليمن من الألغام” لسنة إضافية بمبلغ قدر بـ30 مليون و495 ألف دولار وذلك للتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء.
سنة من العطاء مرت وسنة من العمل الحثيث قد بدأت، والمعنويات مرتفعة رغم المخاطر التي تحدو هذا العمل، والعزيمة لا تثبط رغم سقوط ضحايا في صفوف عاملي المشروع.
غريزة الوصول إلى السلطة كانت دافعا لغريزة أخرى أكثر شراسة وأكثر جبروتا وهي غريزة القتل والتدمير التي دفعت الحوثيين إلى استعمال أبشع الوسائل لتحقيق هذه الغاية. لكن إرادة زرع الحياة القائمة على مجهودات مشروع مسام وقفت سدا منيعا أمام تحقيق هذا المخطط التخريبي.