الأخبار
مع أزيز الرصاص وصوت انفجارات الألغام والقذائف المدفعية الحوثية تزداد أوجاع اليمن ويتعالى صوت أنين أبنائه الذين يعانون الأمرين منذ ظهور هذه الجماعة على الساحة اليمنية.
انتهاكات ميليشيات الحوثي لجميع الاتفاقيات منذ الساعات الأولى لإبرامها ومضيهم في عملية زراعة الألغام وإصرارهم على الاعتداء على المنشآت الصناعية والزراعية والخدمية الخاصة والعامة، وغير هذا وذاك الاستهداف المستمر للمدنيين، كلها أعمال تدل على عدم اهتمام هذه الجماعة بإرساء السلام في اليمن، وإنما كل همها ربح الوقت لتتغلغل وتحكم قبضتها على البلاد والعباد.
ولطالما كانت الألغام هي الطاعون الأخطر الذي تتركه الميليشيات الحوثية وراءها، راح ضحيتها مئات اليمنيين الأبرياء. لقد خلف هذا الوباء الذي اعتمده الانقلابيون في حربهم المفتعلة على اليمن وأهله نتائج كارثية.
وقد أجمعت التقارير التي تصدرها المنظمات الحقوقية الدولية على أن الحوثي وجماعته تعمدوا زراعة نحو مليوني لغم في اليمن فخخوا بها المنازل والمزارع، وتسببوا بقتل وتشويه الآلاف وأعاقوا عودة عدد كبير من النازحين إلى بيوتهم وعطلوا الحياة في عدد من المحافظات المحررة.
خلال الست سنوات الماضية، عمل الحوثيون على طمر ألغام أرضية على طول الساحل وعلى الحدود مع السعودية وحول المدن الرئيسية وعلى طرق النقل المرتبطة بصنعاء، وذلك قصد تضييق الخناق على المدنيين والدهس على رقابهم لإخضاعهم لسلطتها رغما عنهم.
هذا البلاء الذي أنزل باليمن يترك قصصا مأساوية ومعاناة يعيشها الضحايا وأسرهم ناهيك بدفع آلاف العائلات التي فقدت معيلها في حوادث الألغام والعبوات الناسفة الحوثية إلى دائرة الفقر والفاقة.
ولعل قصة الصياد ” يحيى سالم بكر” تعطي مثالا واضحا عما يعانيه اليمنيون في ظل وجود الألغام. حيث فقد هذا الأخير الحياة عند ممارسة مهنة الصيد نتيجة انفجار لغم بحري ليترك وراءه خمسة أطفال دون معيل وزوجة موجوعة لفراق زوجها ولحال أبنائها الذين رمت بهم الألغام الحوثية إلى المجهول ليتلاعب بهم الجوع والفقر.
وفي محاولة لدرء هذا الخطر عن اليمنيين ورفع المعاناة عنهم، يواصل مشروع مسام عمله بعزيمة لا تلين مسابقا الزمن ليتمكن من إنقاذ أبرياء من نيران الألغام الحوثية. وقد كان لتمديد عقد المشروع للمرة الثانية على التوالي أثرا إيجابيا على حياة المدنيين حيث استطاع تطهير ما يزيد عن 14.887.332 متر مربع من الأراضي اليمنية.
هذا المشروع الإنساني لامس وجدان المواطن اليمني، حيث سعى منذ بداية عمله إلى تطهير المناطق اليمنية من الألغام والتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني ومساعدته في معالجة المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام.
ولم تتوقف فرق مسام يوما عن النشاط بل تعمل وتجتهد بغض النظر عن الظروف القائمة باليمن رغم أن العراقيل متعددة ومتنوعة.
لقد قتلت الألغام المدنيين وشوهتهم وأعاقت عودة النازحين إلى منازلهم عدا عن حرمان السكان من مزاولة أنشطتهم. لكن رغم هذه المآسي، مازالت الميليشيات الحوثية مستمرة في نهجها التخريبي من خلال زرع المزيد من علب الموت لتقضي بذلك على أي أمل في إنهاء هذه المعاناة.