الأخبار
قالت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إشراق المقطري أن الإحصائيات والأرقام التي تم رصدها من قبل المنظمات الحقوقية المحلية والدولية فيما يخص الألغام في اليمن هي أرقام ضئيلة جدا باعتبار أن عملية زرع شبكات الألغام مستمرة منذ العام 2015 حتى اليوم.
وفي لقاء خاص بالمكتب الإعلامي لمشروع مسام أكدت المقطري أن أعداد الضحايا الذي تم توثيقها من قبل فرق الرصد التابعة للجنة الوطنية بلغ عددهم 2200 ضحية بسبب الألغام.
وأشارت إلى أن المؤشرات التي تم التوصل اليها من خلال عملية النزول الميداني لمقابلة ضحايا الألغام تثبت أن أعداد الضحايا يتجاوز الرقم الذي تم توثيقه بكثير.
وأضافت عضو اللجنة الوطنية أن كارثة الألغام لا تقتصر فقط على عدد الضحايا والمتضررين من الألغام بل تكمن المشكلة الأكثر في كون أغلب المناطق التي زرعت فيها فخاخ الموت أصبحت للأسف مناطق ميتة.
وأوضحت المقطري أن حجم الأضرار التي طالت الثروة الحيوانية بسبب الألغام والعبوات الناسفة كبيرة جدا.
وقالت “موضوع ضحايا الألغام يجب أن ينظر إليه كانتهاك آني وانتهاك مستقبلي، باعتبار أن الألغام تقف عائقا أمام عودة الحياة وتطبيع الوضع وعودة النازحين”.
وأشارت عضو اللجنة إلى أن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية تجرم زرع الألغام في المناطق المتعلقة بمساكن ومزارع المدنيين وممرات طرقهم وتم التشديد علية في اتفاقيات جنيف بأكثر من شكل، سواء فيما يخص حياة المدنيين وتعريضهم للخطر أو في مسالة تعريض المناطق السكنية والمناطق المتعلقة بحياة المدنيين أيضا للخطر.
وأكدت المقطري أن اتفاقية أوتاوا التي وقعت عليها اليمن لم يتم تطبيقها من قبل جماعة الحوثي التي عملت على تلغيم كافة الأراضي المتعلقة بحياة المدنيين وحولتها الي مناطق موت.
وكشفت المقطري إلى أن الهدف الأول للألغام بحسب ما تم التوصل إليه من قبل فرق الرصد والنزول الميداني هو المدنيين وخصوصا الأطفال والنساء، مضيفة “تم مقابلة الكثير من الضحايا في محافظات الجوف، الحديدة، تعز، مديرات الساحل الغربي، مناطق في البيضاء والضالع ووجدنا أن أغلب الضحايا هم أطفال ونساء.
وأشارت المقطري أنه لا توجد محافظة أو منطقة شهدت مواجهات عسكرية خالية من الألغام ابتداء من تعز ثم الجوف والحديدة ومحافظة لحج وبعض مديريات شبوة والبيضاء والضالع ومديريات الساحل الغربي.
واستنكرت المقطري ما تعرضت له المناطق الأثرية والسياحية من تلغيم وتفجير ومنها على سبيل الحصر مدينة براقش الأثرية التي تقع بين محافظتي مأرب والجوف حيث تم تفخيخها بالألغام وهي مناطق يحضر ويمنع المساس بها.
وأكدت المقطري أن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” هو من أفضل المشاريع العملية والواقعية والأكثر أهمية، وجاء في وقت أيضا مهم، فنزع الألغام يعني تأمين حياة الناس في الوقت الحالي وإزالة الخطر عنهم مستقبلا.
وقالت “إن مشروع مسام مبادرة إنسانية كبيرة، وتكمن أهميته في أن المشروع استهدف المناطق المتعلقة بحياة الناس بدرجة أولى”.
ودعت عضو اللجنة الوطنية إشراق المقطري مشروع مسام بالاستمرارية في مهمته الإنسانية والنبيلة في اليمن، والعمل بالكثير من الأمل وعدم اليأس الذي قد يسببه سقوط ضحايا من فريق العمل التابع للمشروع.
كما طالبت المقطري مشروع “مسام” بالاهتمام بمسألة نشر وكشف إنجازات المشروع، سواء السردية منها أو الوصفية، حتى تتمكن اللجنة الوطنية والمنظمات الإنسانية من الاستفادة من تلك التقارير والقيام بعملية تحليلها بشكل يخدم مسألة تقييم حقوق الإنسان في اليمن.