الأخبار
القتال والسلاح لا يأتيان بالخير أبدا للبشر، ولا يحلان أي خلاف أو مشكل بل يزيدان في تأزم الوضع مما يجعل النتائج كارثية بامتياز. وهذا هو حال اليمن وأبنائه الذين يتعرضون لأبشع أنواع العدوان باستخدام أقوى وأخطر الأسلحة.
منذ قرابة الست سنوات، وهم يقتلون ويشردون ويجوعون من قبل الميليشيات الحوثية. فالانقلاب خلف آثارا كارثية على البلد وسكانه، حيث دمر البنية التحتية لليمن وفخخ الطرقات والمزارع وأتلف المحاصيل وقضى على المواشي.. لقد خلف إلى حد اللحظة الآلاف من القتلى والجرحى عدا عن الملايين الهائمين على وجوههم الذين يعانون المرارة ويتجرعون كأس البؤس والشقاء.
وكان للأطفال نصيب الأسد من هذا الوجع حيث يعانون ظروفا معيشية قاسية تجلب العار للبشرية. فالقصف والقنص والجوع والتشريد لا يستثني أي فتاة أو فتى في اليمن.
ففي الوقت الذي يعاني فيه النظام الصحي المنهار والبنية التحتية في اليمن من صعوبات جمة للتصدي لفيروس كورونا، تزداد إمكانية إصابة 30000 طفل إضافي بسوء التغذية الحاد المهدد للحياة على مدى الأشهر الستة القادمة حيث يمكن أن يرتفع العدد الإجمالي للأطفال دون الخامسة المصابين بسوء التغذية إلى 2.4 مليون طفل، وهو ما يمثل تقريبا نصف كافة الأطفال الذين لم تتجاوز سنهم الخمس سنوات وذلك بزيادة تصل لنحو 20%.
وحسب ذات التقرير الصادر عن اليونيسف فإن 6600 طفل إضافي دون الخامسة سيقضون نحبهم لأسباب يمكن الوقاية منها وذلك بحلول نهاية العام بزيادة قدرت بـ28%.
إن النظام الصحي يترنح ويقترب من الانهيار. فبعد مرور هذه الفترة منذ الانقلاب المشؤوم، مازالت نصف المرافق الصحية فقط تعمل مع وجود نقص كبير في الأدوية والمعدات والموظفين.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد دعت إلى ضرورة حماية المدنيين والوقف الفوري لإطلاق النار وضمان حصولهم على العلاج الطبي والمساعدات الإنسانية مشيرة إلى أنه تم تسجيل 500 حالة إصابة بفيروس كورونا. لكن الأرقام تتزايد بكثرة خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين التي تفتقر فيها المراكز الصحية للمعدات والعاملين الصحيين الذين لم يتقاضوا رواتبهم.
وفي الوقت الذي يصارع فيه المواطن اليمني للبقاء على قيد الحياة، تنكب فرق مسام على العمل بتفان من أجل إنقاذ الأرواح. وقد تمكن الفريق 14 مسام من تأمين وتطهير 21 حقلا ومنطقة ملغومة في مديريات الغيل واليتمة بمحافظة الجوف إضافة إلى مناطق الجفينة وذات الرائ بمحافظة مأرب.
وكان قائد الفريق 14، محمد حسين قماطة، قد صرح بأن العاملين تمكنوا من نزع وإتلاف 4300 لغم وعبوة ناسفة وكذلك 6700 صاروخ وقذيفة مختلفة إضافة إلى آلاف الذخائر ومخلفات الحرب.
لقد جعلت الميليشيات الانقلابية من الأراضي اليمنية مناطق منكوبة بسبب كثافة الألغام التي طمرتها بخبث في كل مكان. الأمر الذي زاد من معاناة اليمنيين وتضييق الخناق عليهم.