الأخبار
الموت يلاحق الطفولة اليمنية في كل مكان، فطوق الأحزان ومشهد الدماء يحاصر هذه الفئة الهشة ويتربص بها أينما حلت، وإصرار الجناة على تكديس أعداد الضحايا من الأطفال في أرصدتهم الدموية، ماراثون هستيري متعدد الحلقات ومأساوي المآلات.. أطفال اليمن عاشوا المأساة وتجرعوا منها أصناف مريرة.
حرب دامية يصر فيها العدو على وحشية في التقتيل، وحصار مميت وجوع وأمراض لا تحصى ولا تعد، وخصاصة تكسر الظهر وحرمان من الأمان والدراسة واللعب والحياة، إضافة إلى فقدان الأهل والأصدقاء، وأرصدة نفسية مترعة بالألم والترهيب والخوف، ومشاهد عنيفة تقض مضاجع الطفولة، وتغتال براءتهم في الصميم وإجبار لهم على اللجوء في وطنهم في ظروف بمنتهى القسوة والسوء.
كل هذه الأوجاع والاعتداءات والمظالم لم تشف قلوب المعتدين الصماء الحجرية.. قلوب الصوان تلك وأفكارهم الشيطانية حملت المتمردين على الإقدام على جريمة نكراء في حق طفولة اليمن المنكوبة من خلال تلغيم الألعاب بعد الإمعان في تزيينها حتى يخدع الطفل اليمني من مدخل براءته في لعب ينشد منها تحسس بعض معاني طفولته الضائعة، بينما في الحقيقية هي سبب مباشر لقطع صلة هذا الطفل الصغير البريء بطفولته وبالحياة برمتها.
إن من يقدم على تلغيم لعبة طفل ومن تفانى في خداع الطفولة لسلب أكبر عدد من أرواحهم بطُعم الألعاب مستغلا براءتهم وحاجتهم للتسلية في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مأساوية، لا يمكن أن يكون بشريا سويا، ولا يمكن أن يقال عنه أنه يحتفظ بالفطرة السليمة، إنما هو كائن غريب عن طينة البشر ومحلق عن السجية الأولى ومسافر في دروب شيطانية محضة يزرع الأشواك ويشرب الدماء ويبذر الأحزان ويكوى الأبرياء بشروره ولن ينال في المحصلة إلا من جنس عمله وسيتكوي حتما بنار سعر لهيبها.