الأخبار
مازالت الألغام والمتفجرات تتسبب بسقوط ضحايا، حيث يواجه السكان تهديدات مختلفة منها الأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع والألغام الأرضية والألغام البحرية.
إذ لا يكاد يمر يوم إلا وترتكب الميليشيات الحوثية كارثة ضد الإنسان اليمني، فمنذ محاولتها السيطرة على اليمن، ارتكبت هذه الجماعة أفظع الجرائم البشرية في حق المدنيين ومثلت زراعة الألغام أهمها.
وتشكل حقول الألغام التي خلفتها الجماعة الحوثية كابوسا يؤرق السكان خاصة وأن هذه الآفة تسببت في سقوط ضحايا أكثر من الإشتباكات.
وقد خطت علب الموت قصصا مأساوية لن يتمكن الوقت من محو أثرها إذ لا تزال مختلف المناطق شاهدة على حوادث انفجارات الألغام التي مزقت أجساد الأبرياء وحولتها إلى أشلاء منثورة مخلفة وراءها معاناة ستظل تعايشها أسر الضحايا فترات طويلة لن يستطيع الدهر بتقلباته أن يمحوها.
لقد حولت الألغام الحوثية مساحات واسعة من مزارع المواطنين إلى حقول موت تحصد أرواح الأبرياء.
كما منعت المزارعين من استصلاح أراضيهم أو حصد ثمارها أو العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها.
هذا ومنعت الألغام الأرضية الصيادين من الوصول إلى المناطق الساحلية للصيد، ولا سيما في الحديدة، حيث تملأ الألغام الطرق الساحلية وتنشر الخوف.
كما أقدم الحوثيون على زراعة الألغام البحرية في السواحل اليمنية الأمر الذي يمثل تهديدا للملاحة الدولية إضافة للخطر الذي تشكله على الصيادين. لقد أدت زراعة الألغام إلى جعل مجتمعات الصيد والمجتمعات الريفية أكثر فقرا في اليمن.
لقد كان يوم النكبة، كما سماه اليمنيون، علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث حيث دفع بهذا البلد إلى دهليز مظلم لم يلح مخرجه بعد. لذلك نرى أبناء اليمن يتخبطون في هذه الظلمة دون هدى.
وترسم البيانات صورة للوضع في اليمن، إذ أن حوالي 8 من بين 10 يمنيين بحاجة إلى مساعدة إنسانية أو حماية فضلا عن أن 14,4 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم 30.5 مليون شخص يعانون من احتياجات ماسة و3.5 مليون شخص مشردين فيما يعاني 20 مليون آخرين من إنعدام الأمن الغذائي نصفهم تقريبا يعانون الجوع الشديد.
عدا عن ذلك، يفتقر 18 مليون يمني إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، وما يقارب 20 مليون يمني لا يحصلون على الرعاية الصحية الكافية. وقد لعبت الألغام دورا محوريا في تأزيم الوضع والدفع به إلى الأسوء.
لكن رغم هذا الوضع المتشعب والأخطار التي ترافق خطوات العاملين، يواصل مشروع مسام عمله بكل ثبات ورباطة جأش من أجل إنقاذ الأرواح البشرية وتحرير الأرض من الأصفاد التي تخنقها حتى تتمكن من التنفس بحرية. لذلك تبذل الفرق الهندسية جهودا مضنية لنزع وتفكيك حقول وشبكات الألغام والمتفجرات التي زرعتها أيادي الشر الحوثية في عدد من المناطق والبلدات والقرى المحررة. إلا أن ما يجعل الأمر صعبا هو عدم وجود خرائط يستدل بها على أماكن هذه العلب القاتلة.
لكن رغم ذلك، تمكن مشروع مسام إلى حدود الثامن من نوفمبر الحالي من إزالة 196.591 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وتطهير 15.995.121 متر مربع من الأراضي اليمنية.
كما تمكن الفريق 11 مسام من إتلاف وتفجير 3450 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في منطقة الجفينة بمحافظة مأرب ليصل إجمالي عدد عمليات الإتلاف التي نفذها المشروع في محافظة مأرب إلى 22 عملية.
لقد أمعنت الميليشيات الإنقلابية في إذلال المجتمع اليمني. فلم تترك بابا للألم إلا وطرقته علها تظفر بالإستمتاع بأوجاع الأبرياء. وقد هداها فكرها الإجرامي المريض وشغفها بإراقة الدماء إلى تفخيخ الأرض لتكون جميع الطرق مؤدية نحو الموت.