الأخبار
لم يخلُ الانقلاب الحوثي من أبشع وسائل الدمار ومختلف أنواع الأسلحة الفتاكة بالعنصر البشري وبمقومات الحياة البشرية. فقد استخدمت الميليشيات الحوثية أنواعا مختلفة من الأسلحة بغية الوصول إلى سدة الحكم.
وتعتبر الألغام أحد أنواع هذه الأسلحة المستخدمة التي شنتها جماعة الحوثي على اليمن وأبنائه، وأحد وسائل انتهاكاتها السافرة على ربوع اليمن واستهتارها بالدم اليمني، عدا عن عدم التزامها بالقوانين والمعاهدات الدولية على غرار اتفاقية “أوتاوا” التي فرضت حظرا كاملا على الألغام المضادة للأفراد التي مازال الحوثيون يزرعونها آملين أن توقف تقدم القوات الشرعية وإخضاع الشعب اليمني لسيطرتهم.
هؤلاء المجرمون مزقوا اليمن وقتلوا أهله وشردوهم. إذ لم تسلم حتى الحيوانات من ضرر الألغام، فانضافت إلى قائمة ضحاياها خاصة في المناطق الريفية، فإذا لم يقتل صاحبها قتلت هي وأصبحت أشلاء متناثرة على أرض لطالما قطعتها ذهابا وإيابا.
لقد وزعت الميليشيات الحوثية بذور الموت بسخاء على كامل التراب اليمني للحصول على حصاد وفير من الموتى بدلا عن زراعتها قمحا وورودا وبنا. فقد فضلت إمطارها بقنابل ومتفجرات تؤدي بحياة الأبرياء في حرب إجرامية طائفية تخدم فكرا إرهابيا دخيلا على الشعب اليمني ولا يمت له بصلة.
ولطالما عملت هذه الجماعة على إسقاط أفضل خيار كان من الممكن أن يولد في اليمن وأن يجنبه ما حل به من كوارث من خلال الاتفاق الذي جمع كل الأطراف منذ بداية الأزمة وذلك بهدف التفرد بالسلطة وفرض فكرها المتطرف غير أن روح الكفاح اليمنية ظلت تقاوم الأسى والإحباط ورياح الاستبداد.
لقد أسقط حلم الدولة اليمنية على يد وسيط يسكب حمام دم بأسلوبه القتالي القذر على أرض اليمن. لكن عزيمة القائمين والعاملين في مشروع مسام مازالت شامخة لا تهزها أزمات ولا صعوبات وإنما يحركها الوازع الإنساني والإيمان بضرورة إيجارة المحتاج والحفاظ على الحياة البشرية.
ونظرا لاعتبار “مسام” يد الأمل التي ستنتشل هذا البلد من المستنقع القاتل الذي رمي فيه، وجه متساكنو المناطق الواقعة على ضفاف وادي تبن مناشدة لمشروع مسام لإنقاذهم من الألغام التي جرفتها سيول الأمطار وتوزعت على طول مجرى وادي تبن من مناطق حجر الضالع وحتى مناطق باتجاه محافظة لحج والتي تراوح طولها بين 150 و160 كلم، لذلك تعتبر كل هذه المناطق حقول ألغام تهدد حياة الناس. الأمر الذي جعل المشروع يستجيب بسرعة لهذا الطلب مما يدل على مدى حرص مسام على سلامة المواطنين رغم جسامة المهمة التي تتمثل في مسح كافة المناطق الواقعة على مجرى الوادي من الضالع وحتى مشارف لحج والتي تعد أقرب للمستحيل. لكن فرق مسام الهندسية ستؤدي واجبها كما اعتادت على أكمل وجه وستقهر جميع الظروف منها وعورة الطريق وامتداد المسافة ومشقة المسح وسط المزارع والأدغال ومياه السيول المتدفقة بشكل مستمر.
لقد سببت الألغام حالة رعب لليمنيين حيث ضيقت عليهم الخناق وقلبت حياتهم جحيما.
لكن مع إرساء مشروع مسام استعادوا الأمل في استرجاع أراضيهم والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية حتى وإن طالت الفترة.