الأخبار
يصور الحوثيون أنفسهم كأحفاد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، رغم أن كل تصرفاتهم تؤكد أنه لا علاقة لهم بالرسالة المحمدية لا من قريب ولا من بعيد. هذه عاداتهم يمتطون الشائعات التي يبنونها ويعطون لأنفسهم الحق المقدس في الحكم لأنهم المختارون الذين أمطرتهم السماء لتطهير الأرض من رجس الآدميين. لهذا اجتاحوا المدن الواحدة تلو الأخرى، وفجروا المنازل، ونكلوا باليمنيين لتحقيق مآربهم وشردوهم على وجوههم كما حرموهم من مصادر رزقهم.
هذه الجماعة التي تدعي التدين يفترض أنها تعلم أن دم المؤمن على المؤمن حرام، فكيف بفعلتها الشنيعة التي يأبى القلب والضمير والعقل السوي أن يتقبلها. لولا أنها صارت واقعا معيشا ينغص حياة اليمنيين يوميا كان من المستحيل أن يصدق أن هناك إنسانا سيستقوي على الضعفاء ويفخخ أراضيهم بألغام حقده.
هل يمكن أن يطلق على هذا الكائن صفة إنسان بعد أن دمر حياة أطفال وعائلات وقتل كل أحلامهم وبتر أطرافهم وسرق حتى الابتسامة؟ هل يستطيع طفل أن يستعطفه ليرق لحاله ويقول له أجرني من نيران متفجراتك التي ستمزق جسدي وستلقيني كقطعة خشب؟.
لقد عمل الانقلابيون بعد أن تخلوا عن أي وازع إنساني أو ديني على تطويق الشعب اليمني بأسوار من الإرهاب والذل باستخدام الألغام التي تسببت في كارثة إنسانية على جميع المستويات.
فقد دمرت المراكز الصحية والمستشفيات فصار أبناء اليمن لقمة سائغة للأمراض والأوبئة، كما أنها حرمتهم من الوصول إلى المياه النظيفة فأصبحوا يعانون شح المياه والعطش هذا إضافة إلى حرمانهم من مصادر رزقهم حتى بات الآلاف من المدنيين يعانون الجوع والخصاصة.
لم تتوقف هذه الميليشيات يوميا عن زراعة هذه العلب المنفجرة رغم دعوات المنظمات الدولية لها بوقف ذلك بل مازالت ماضية في تنفيذ جرائمها المتعددة في حق الشعب اليمني بإمطار مساحات شاسعة بهذه البذور القاتلة برا وبحرا بطريقة عشوائية وغير موثقة بخرائط مما يشكل عقبة أمام الساعين لإزالتها.
لقد اقتصر استخدام الألغام على ميليشيا الحوثي بشكل حصري رغم محاولاتها العديدة التملص من مسؤوليتها وإيهام العالم بأنها جماعة مسالمة وأنها بصدد الدفاع عن نفسها.
لكن لطالما كانت الحقيقة عكس ذلك، إذ تشير التقارير إلى أن هذه الجماعة المتمردة زرعت ما يزيد عن مليوني لغم في أكثر من 15 محافظة يمنية إلى أن بات هذا البلد يقبع فوق مستنقع ألغام سيعصف به في حال لم يتم إزالته.
ما الحياة في اليمن الآن إلا موت ودمار وجوع. لذا لابد أن يأتي المستقبل بما يفرج عن المدنيين هذه الكروب، وهو ما تسعى فرق مسام الهندسية إلى إنجازه من خلال عملها الدائم على إزاحة الألغام عن طريق المدنيين وبث الحياة من جديد في أماكن سكنت الحركة فيها لأشهر. ولتحقيق هذا الهدف النبيل، لم يبخل عاملو مسام بقطرة عرق واحدة رغم المخاطر التي تهدد سلامتهم.
وقد تمكنت منذ نهاية يونيو 2018 ولغاية 25 ديسمبر الحالي من إزالة 207205 ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة إضافة إلى تطهير 17.788.569 متر مربع من الأراضي اليمنية.
مشروع مسام مشروع خير وهو الأول من نوعه، فهو مشروع إنساني بامتياز يخدم المواطن اليمني ويضمن له الأمن الحالي والأمان المستقبلي.
حالة من الفوضى اجتاحت اليمن بسبب هؤلاء الانقلابيين الذين يريدون الخراب لهذا البلد الذي حلم أبناؤه بجعله وطنا يطيب فيه العيش.