الأخبار

لا يظهر الانقلاب في اليمن أي مؤشرات حقيقية على الانحسار مع دخوله عامه السادس. حيث لايزال المدنيون في مختلف أرجاء البلاد يتحملون وطأة الأعمال القتالية والممارسات غير القانونية التي ترتكبها الميليشيات.
لقد اغتنمت الميليشيات حالة السخط الشعبي وشددت سيطرتها على محافظة صعدة والمناطق المجاورة في الأجزاء الشمالية من اليمن.
كما تمكنت من توسيع نطاق سيطرتها على الأراضي واستولت على عدد من المواقع العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء. ثم مروا إلى مرحلة ثانية من مخططها الإجرامي ألا وهي زراعة الألغام التي احتلت الأراضي اليمنية ونشبت شظاياها في أجساد أبناء هذا البلد الذي اكتوى بنيرانها حتى لونت تربته بلون الدم.
هذا العمل الإرهابي الجبان واللاأخلاقي، وكافة الأعمال المشابهة المرتكبة في حق المدنيين، يعد جريمة بشعة تجاوزت كل صنوف الإرهاب المعروفة، كما أنها تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وتعتبر هذه الأعمال والممارسات خرقا لقواعد القانون الدولي الإنساني وأحكامه خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وذكرت تقارير حقوقية أن الميليشيات استعملت ألغاما لاستهداف المركبات وأخرى محظورة ومحرمة دوليا تستهدف الأفراد من أجل إيقاع أعداد أكبر من الضحايا. وقد استخدمت الألغام بطرق تخالف كل قواعد الحرب، حيث قامت بتفخيخ منازل المدنيين بطريقة عشوائية بوضع الألغام على أبواب المنازل وفي دواليب الملابس إلى جانب تفخيخ الممرات المؤدية إليها وكذا المزارع، وهو ما يخالف القوانين والأعراف كافة، فهم بذلك يستخدمون أدوات القتل بطريقة أكثر إجراما.
ولم يستجب الإنقلابيون لدعوات المنظمات الحقوقية الدولية لوقف زراعة هذا الطاعون بل واصلوا جرائمهم المتعددة في حق الشعب اليمني بتوسيع رقعة المساحة الملوثة بهذا الوباء برا وبحرا.
إن المدنيين يدفعون فاتورة باهظة جراء طمر الألغام بهذا الأسلوب الهمجي في مناطق مدنية، لذلك تتكرر حوادثها بصفة مستمرة حتى تحول ضحاياها إلى مجرد أرقام تتناقلها وسائل الإعلام. والملاحظ أن الفواجع الناجمة عن هذه العلب قد زادت خلال الأسابيع والأشهر الماضية خاصة في مديريات خب والشعف والحزم والغيل والمصلوب والمتون.
لقد بلغت المشكلة مستوى استثنائيا، فمعظم الخسائر البشرية التي نراها في التقارير هي من المدنيين العزل، لكن ما يجعل الوضع أكثر قتامة هو أن هذه الصناديق المتفجرة ستغطي اليمن لمدى طويل. وهو ما سيجعل قائمة القتلى والمشوهين تطول يوما بعد يوم.
ولإنقاذ حياة اليمنيين من أخطر سلاح إجرامي، تسعى فرق مسام إلى مساعدة الشعب اليمني للتغلب على المآسي الإنسانية المترتبة عن انتشار الألغام. ويعمل في اليمن 32 فريقا مجهزين بأحدث التقنيات وموزعين على تسع محافظات وفق خطة عمل تحت اسم “خطة الطوارئ” التي تهدف لإزالة الألغام من الأراضي عالية التأثير أي المرتبطة بشكل مباشر بحياة اليمنيين اليومية. الأمر الذي يؤكد أن مشروع مسام يسعى لنزع الألغام من اليمن بشكل كامل ودون تفرقة بين الأراضي اليمنية سواء من الناحية المذهبية أو العرقية. إذ أن أهدافه إنسانية بحتة وقائمة على اتباع الأنظمة والأعراف الدولية.
هذا الإرهاب تواجهه فرق مسام بكثير من رباطة الجأش والصبر والعمل لانتشال هذا البلد المنكوب من المستنقع الذي زج به فيه وتطبيع الحياة بشكل عام في القرى والمدن.
يعتبر ما حققه مشروع مسام خلال فترة عمله باليمن إنجازا كبيرا جدا جنب عديد المواطنين الوقوع في مصيدة الألغام المتربصة هنا وهناك.