الأخبار

خلال إحياء اليوم الدولي للتوعية من الألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بها، أشار مرصد الألغام الأرضية إلى أن نزع الألغام يسير بوتيرة أبطأ من تصنيعها، وإن تنظيف الأرض تماما من الألغام النشطة يحتاج إلى 1100 عام في حال التوقف عن زرعها وهي تهدد اليوم حياة 60 مليون شخص وتقتل شخصا كل 15 دقيقة.
وذكرت تقارير دولية أن نزع الألغام عملية شاقة وطويلة وتحتاج إلى الحصول على خرائط توزيعها حتى يسهل إزالتها ومعرفة أماكن طمرها وإخفائها. لكن يكمن المشكل عند انسحاب الأطراف المسلحة وتركها لتركة ثقيلة من الألغام ووسائل الموت الخادعة والكمائن المفخخة لإلحاق أذى أكبر بالطرف الآخر رغم إدراكها أن 75% من ضحاياها سيكونون من المدنيين على الأغلب.
وإذا كانت بعض الحروب والنزاعات في بلداننا العربية توقفت إلا أن ما يحصل في اليمن أكبر دليل على أن الألغام لاتزال القاتل المتربص بالمدنيين الحاضر دوما إذ لا يكاد يخلو مكان في اليمن من هذا الوباء الذي نشرته الميليشيات الحوثية. وقد تسببت الألغام الأرضية بمقتل وإصابة الآلاف من المدنيين بإصابات خطيرة، ومنعت آخرين من الحصول على الطعام أو كسب المال كما منعت العائلات النازحة من العودة إلى ديارها نتيجة علب الموت المزروعة في منازلهم وفي الممرات المؤدية لها.
وكان ستيف غوس مدير قسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش قد قال إن الحوثيين يقتلون المدنيين ويتسببون في تشوههم بالألغام الأرضية، فالألغام المضادة للأفراد هي أسلحة عشوائية يجب عدم استخدامها تحت أي ظرف وعلى القوات الحوثية التوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة المروعة.
إن الألغام التي تزرعها الميليشيات الحوثية في اليمن تشكل خطرا حاضرا ومستقبلا فهي تنتشر في معظم المناطق اليمنية لكنها غير مكتشفة، فهذا القاتل الصامت سيمثل هاجسا كبيرا للأجيال القادمة رغم الجهود التي تبذل لإزالتها.
وكان قائد الفريق الثاني مسام لنزع الألغام العامل في منطقة اليتمة العقيد عامر البحري قد أكد أن فريقه تمكن منذ أن بدأ مهامه منتصف العام الماضي من تطهير 15 حقلا ومنطقة ملغومة ومشبوهة وتم نزع أكثر من 2500 لغم و250 عبوة ناسفة، إضافة إلى عدد من الصواريخ وقنابل الطيران التي استولى عليها المتمردون من مخازن القوات الجوية اليمنية وعملوا على تفخيخها بهدف نسف الجسور والمباني العامة والخاصة.
وأشار إلى أن فريقه مستمر في مهمته الإنسانية لتأمين حياة المدنيين من خطر الألغام ولن تثنيهم الأخطار التي تعرضوا لها على غرار انفجار السيارات الخاصة بالفرق وإصابة بعض النازعين من مواصلة عملهم حتى يتم تأمين كافة الأراضي اليمنية من شبح الألغام وتأمين حياة الناس.
وتعد المناطق الصحراوية من أصعب الأماكن فيما يتعلق بزراعة الألغام ونزعها لكونها مناطق مفتوحة تم زرع الألغام فيها بشكل عشوائي وبمساحات شاسعة، وتتسبب الرياح والكثبان الرملية في دفن الألغام وتحريكها مما يصعب إمكانية كشفها ونزعها.
على صعيد آخر أعلن مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي أن فرق المشروع نزعت خلال الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر 2482 لغما وذخيرة غير ليصل مجموع ما تم نزعه منذ بداية الشهر 5260، ولترتفع حصيلة ما تم إزالته منذ انطلاق المشروع ولغاية 18 من أكتوبر الحالي إلى 96649 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوات ناسفة.
لقد عاثت ميليشيات الحوثي في الأراضي اليمنية خرابا وفسادا، فشردت ويتمت أطفالا ورملت نساء وقضت على مستقبل عائلات وأسر في سبيل تحقيق طموحها.
إن السلوك الإجرامي لجماعة الحوثي بنثر الألغام لم يأت وليد الصدفة بل هو عمل مخطط له بهدف نفث سموم فكرها الطائفي إنها صناعة الإرهاب بامتياز لذلك تجدها ممعنة في الانتهاكات غير مبالية بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية خاصة في ظل غياب المجتمع الدولي.