الأخبار

قال عبدالله بن بخيت في مقال له صادر بجريدة الرياض السعودية إن “الإيرانيين ووكيلهم الحوثي لم يتعلما من دروس التاريخ، الاعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية لا تثني أصحاب القضايا العادلة عن متابعة تحقيق أهدافهم.. فالمملكة لا أطماع لها في اليمن ولا تنتظر مكاسب من هذه الحرب التي فرضت عليها، كما أن الشعب السعودي لا ينظر إلى هذه الحرب بوصفها حربه بل هي حرب اليمنيين أيضا، حرب يشترك فيها الشعبان اليمني والسعودي من أجل ضمان مستقبلها.
لا يمكن أن يسمح شعب أن تتشكل في خاصرته قوة معادية ترفع شعارات طائفية صريحة وتنتمي لدولة بعيدة تقوم عقيدتها السياسية على تصدير الثورة أو التثوير الديني ضد الآخرين.. هذا الكلام ماهو إلا تأكيد على ما سبق وصرح به المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي حول الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية قصد إنقاذ اليمن من المستنقع الحوثي ومن سيناريو كارثي سيحل به إن بسطت هذه الجماعة سيطرتها على البلاد.
لقد كست الميليشيات الحوثية اليمن ألغاما سرقت حاضر شعب ومستقبله، واجتثت الطفولة من جذورها، ورمت بها في ممرات المستشفيات أو في جوف الأرض لتحتضن التربة أضلعهم الغضة ولتكون أحن عليهم من وحوش آدمية.
هذه الميليشيات لا تختلف عن بقية الجماعات الإرهابية، ففي قاموسهم الإنسان لا قيمة له ولا يساوي شيئا، فهي تنظر إلى أبناء اليمن كأضاحي بشرية ستقدم قربانا لحليفتها.
لذلك يسعى هؤلاء الانقلابيون إلى تقويض اتفاقيات السلام بشتى الطرق، وهو ما يكشف وجهها الحقيقي للعالم، فهم لا يريدون سلاما ولا يسعون إليه ولا يريدون أن يسود الاستقرار في اليمن، على العكس هم يسعون عمدا لإفشال أي مساعي وبث الفوضى والرعب في نفوس الأهالي من خلال زرع كميات هائلة من الألغام والعبوات الناسفة في كل شبر من الأراضي اليمنية، الأمر الذي أسفر عن قتل المئات وتشويه آخرين علاوة على منع المساعدات والحيلولة دون حصول المصابين والمرضى على الإسعافات والأدوية اللازمة.
وفي إطار عمليات “إعادة الأمل” وإيمانا من المملكة العربية السعودية بحق اليمنيين في بيئة خالية من الألغام، تم بعث مشروع مسام الذي اعتبر باب نجاة فتح للمدنيين بعد أن ضيقت عليهم أيادي الشر الخناق بعلب موتها المنتشرة في كل مكان.
ونفد مؤخرا مشروع مسام عملية إتلاف وتفجير لمئات الألغام والقذائف غير المنفجرة والعبوات الناسفة في مديرية الحزم بمحافظة الجوف، وتعد هذه العملية التي نفذها الفريقان الـ3 و الـ15 السادسة على مستوى مديرية الحزم والـ18 على مستوى المحافظة.
وأفاد قائد الفريق الثالث مسام العقيد توفيق البعداني أن فريقه تمكن منذ بداية العمل في المشروع من نزع وإتلاف 3 آلاف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة من 12 حقل ومنطقة ملغومة في مديريتي الغيل والحزم، فيما أكد قائد الفريق الـ15 مسام المهندس سالم العقيلي أن فريقه تمكن منذ الشروع في العمل مع المشروع من تطهير وتأمين 14 حقل ومنطقة ملغومة من عدة مناطق وتجمعات سكنية أهمها مفرق سد مأرب ومفرق الجوف ومديرية مجزر ومنطقة آل حميضة ومدينة براقش الأثرية.
وأوضح العقيلي أن حصيلة ما تم إزالته وإتلافه من قبل فريقه بلغ أكثر من 2000 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، كانت مطمورة في المناطق السكنية والطرقات العامة والمناطق الزراعية.
وهو ما يبين مدى وحشية هذه الجماعة الساعية إلى إزهاق الأرواح عن طريق تصيدها بواسطة فخاخ الموت التي زرعتها في المناطق ذات الصلة بتحركات المدنيين.
كما تمكن مشروع مسام من إزالة 481 لغم مضاد للدبابات و10 ألغام مضادة للأفراد و3875 ذخيرة غير منفجرة و22 عبوة ناسفة، خلال الأسبوع الرابع من شهر نوفمبر لتكون الحصيلة 4388.
بالتالي بلغ مجموع ما تم نزعه خلال شهر نوفمبر 9185 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة ليرتفع إجمالي ما وقع إزالته منذ بداية المشروع ولغاية الـ28 من شهر نوفمبر 111394.
إن الانتهاكات الحوثية للقوانين والاتفاقيات ماهو إلا دليل على إزدراء هذه الميليشيات للجهود السياسية وإصرارها على تدمير اليمن وسفك دماء أبنائه تنفيذا لأوامر مملاة غايتها فقط بسط سيطرتها على المنطقة ولو كان ذلك مشيا على أشلاء الأبرياء.