الأخبار
لن تجد صورة مؤلمة ومعبرة عن الوضع اليمني أبلغ من صورة طفل سرقت الألغام الحوثية ساقه أو أحد أطرافه لتغتال طفولته ولتحرمه من أحلامه وآماله. أجل هذه هي الحقيقه المرة التي يعيشها اليمن وهذا هو المشهد اليمني المضرج بالدماء.
فالألغام الحوثية مازالت تلاحق أرواح اليمنيين وتفتك بهم، وقد أشارت إحصائيات التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان إلى أن الميليشيات الإنقلابية زرعت أكثر من مليون لغم تنوعت بين ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للمركبات فضلا عن الألغام البحرية.
وتبقى الإحصائيات المحلية والدولية تتفاوت في تقدير المساحات المزروعة بالألغام وكذلك عددها، لكن ماهو ثابت أن الحوثيين بهذا الفعل لطخوا التراب اليمني بدماء أبنائه مستخدمين ألغامهم المصنعة محليا بإعانة خبراء وألغام مستوردة من إيران ليدفع في الأخير المواطنون الثمن من أجسادهم بالإصابة ومن أرواحهم بالوفاة.
كما وضحت الإحصائيات أن علب الموت هذه أسفرت عن سقوط زهاء 1000 شهيد وأكثر من 10 آلاف مصاب بينهم نساء وأطفال، اعتمادا على دهاء الميليشيات وخبثها، حيث لجأت إلى صناعة الألغام على شكل صخور وألعاب أطفال وجذوع نخيل وحتى أكياس أغذية بهدف الإيقاع بأكبر قدر ممكن من الضحايا، كما قامت بطمرها في المنازل والمدارس والطرق والمزارع والشواطئ والمصائد السمكية.
وأماطت تقارير حديثة اللثام عن حقيقة وصول ألغام بحرية متنوعة من إيران إضافة إلى زوارق حربية وعسكرية مفخخة يتم التحكم بها عن بعد إلى الحوثيين لتكشف بذلك الوجه القبيح لهذه المجموعة.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أكدت في تقرير حقوقي صادر في شهر يناير أن ميليشيا الحوثي زرعت الألغام بكثافة في الساحل الغربي، وتمثل الألغام البحرية المنجرفة التي وزعتها هذه الجماعة الإنقلابية بشكل كبير تهديدا حقيقيا للصيادين اليمنيين وخطوط الملاحة، إذ تنتشر هذه الألغام في الشواطئ والسواحل اليمنية بكميات هائلة مما جعلها تشكل خطرا على الصيادين ورواد البحر.
وأكد تقرير مراقبة التأثيرات المدنية الخاص باليمن، يناير – ديسمبر 2018، الصادر عن الأمم المتحدة أن ألغام الحوثي الأرضية كانت أكثر أنواع العنف المسلح فتكا في اليمن خلال العام 2018، إذ تسببت في ثالث أكبر عدد من الضحايا المدنيين، مشيرا إلى أن 233 ضحية بين المدنيين كانت نتيجة 74 حادثا للألغام الأرضية في جميع أنحاء البلاد، أي بمعدل 3 ضحايا لكل حادثة، مؤكدا أن 128 منهم في الحديدة بنسبة 60% من إجمالي الضحايا المدنيين.
لقد نثر هؤلاء المتمردون رائحة الموت أينما حلوا، فهم لا يفرقون بين مدني ومحارب، بين صغير وكبير.. لقد صبوا جام حقدهم على كل ما يدل على الحياة، وجعلوا من اليمن مسرحا لصلفهم ووحشيتهم. فهل تلفت هذه المشاهد الدامية انتباه الأمم المتحدة لتنهض من سباتها العميق وتضغط بصفة جدية لوقف هذه الجريمة الشنيعة في حق الشعب اليمني وتساهم في نزع علب الموت؟ أم ستظل صامتة إلى حين استيقاظ العالم على كارثة في اليمن؟.