الأخبار
لا يوجد فرق بين ما تفعله الميليشيات الحوثية من جرائم وانتهاكات بحق الشعب اليمني وما تفعله باقي الجماعات الإرهابية كـ “داعش” و” القاعدة”. لم يعد الأمر يخفى على أحد فتعدد الجرائم الحوثية وتنوعها شبيهة تماما بما أقدمت على فعله معظم الجماعات المتطرفة.
لقد ارتكبت ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على السلطة في اليمن منذ ما يزيد عن الخمس سنوات العشرات من جرائم الحرب، منتهكة بذلك جميع القوانين الإنسانية والأعراف الدولية.
لكن لا تزال زراعة الألغام أكثرها خطرا وإرهابا وأذية إذ نسفت الحاضر وتهدد المستقبل على المدى القريب والبعيد، لأن عملية نزعها تتطلب عدا عن المجهود والموارد المالية الضخمة وقتا طويلا خاصة وأن الجهات المعنية بعملية نزع الألغام لا تملك خرائطا يمكن أن تستدل بها على مكان هذه اللعينة المتوارية تحت الأرض التي استهدفت المناطق الآهلة بالسكان التي اجتاحتها هذه الجماعة الانقلابية.
لكن بفضل المجهودات المبذولة، تمكن مشروع مسام خلال الأسابيع الثلاث الماضية من نزع 4797 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، 1611 منها تمت إزالتها خلال الأسبوع الثالث ليصل مجموع ما وقع إزالته منذ بداية المشروع وإلى غاية 21 نوفمبر إلى 107006.
ولم يكتف هؤلاء المتمردون بإرسال قذائفهم المدفعية على الأحياء السكنية، بل قاموا بتلغيم الطرقات والمنشآت العامة والخاصة من أجل فرض حصار مطبق وطويل الأمد على المدنيين، وإجبارهم على الخضوع لإرادتهم.
وتأكيدا على سياستهم الممنهجة، أقدم مؤخرا مسلحو الحوثي على زراعة مئات الألغام والعبوات المتفجرة وسط الأحياء السكنية والطرقات والمزارع في قرى شمال هجار وبيت الشرجي وقرى منطقة حمام النبيجات وشمال بلدة صبيرة وغيرها من المناطق المحيطة جنوبي منطقة العود.
وتعمدت هذه الجماعة في الضالع طمر الألغام والعبوات الناسفة لمحاولة الدفاع عن مواقعها وكذلك للانتقام من المدنيين بحصد أرواحهم وبتر أطرافهم وزرع الألم والخوف في نفوسهم وتحويل حياتهم إلى سعير ملتهب.
لطالما مثلت الألغام السبب الرئيسي في إزهاق الأرواح وتهجير آلاف السكان من منازلهم وبتر الأطراف وحرمان الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية، ففي عام 2018 قتلت ألغام الحوثي وأصابت نحو 6900 شخص منهم من لقي حتفه ومنهم من تعرض لبتر أعضائه.
وأوضح تقرير “الحملة الدولية لحظر الألغام” الذي نشر يوم الخميس الفارط في جنيف أن 3000 شخص لقوا حتفهم فيما أصيب 3800 آخرين خلال العام الماضي.
فقد زرعت الأيادي الحوثية الآثمة خلال الخمس سنوات المنقضية أكثر من مليون لغم في مناطق واسعة من البلاد بطريقة عشوائية، انجر عنها قتل وتشويه مئات المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، كما عطلت العودة الآمنة للمدنيين النازحين من منازلهم.
ووفقا لما ورد بتقارير المنظمات الدولية، فقد استخدمت الميليشيات الحوثية ألغاما أرضية مضادة للأفراد وهو ما يعد انتهاكا لإتفاقية حظر الألغام التي انضم إليها اليمن منذ عام 1998.
وكان تقرير مراقبة التأثيرات المدنية الصادر عن الأمم المتحدة، قد أكد أن ألغام الحوثي الأرضية كانت أكثر أنواع العنف المسلح فتكا في اليمن خلال عام 2018. إذ تسببت في ثالث أكبر عدد من الضحايا المدنيين خلال عام على الرغم من انخفاض معدل الحوادث.
تواصل الميليشيات الحوثية قتل المدنيين بدم بارد، وارتكاب جرائم حرب مستخدمة كل أدوات الإبادة الجماعية ومنتهكة كل القوانين الدولية والإنسانية وذلك في ظل صمت دولي رهيب مما زاد هذه الجماعة غطرسة وجبروتا.