الأخبار
لم يكن يدري الشاب اليمني ياسر ياسين البالغ من العمر 30 ربيعا، أن خطوة عفوية منه في إحدى الشوارع اليمنية التي كان يسيطر عليها في يوم ما الحوثيون تخلف في حياته ذكرى أليمة لا يمكن محو آثارها مع مرور الزمن.
فبينما كان جنود يمنيون تدعمهم قوات إماراتية يحرسون محطة للطاقة بمدينة المخا الواقعة على البحر الأحمر في اليمن يوم 5 مارس 2018، كان الشاب ياسين يقود سيارته على طريق على الساحل اليمني المتعرج على البحر الأحمر عندما طارت السيارة في الهواء بفعل انفجار.
المجرم معروف.. الحوثيون، أداة الجريمة.. الألغام الغادرة، الضحية.. مدني يمني أعزل في ريعان شبابه، غاب عن الوعي بفعل قوة الانفجار وعاد ليستفيق على فاجعة عظمى غيرت مجرى حياته للأبد، فهذا الجرم الحوثي المشهود قد أفقد ياسين ساقه اليمنى وعينه اليمنى.
ياسين لم يقترف أي ذنب سوى أنه داس بسيارته واحدا من آلاف الألغام المضادة للدبابات التي خلفها الحوثيون وراءهم قبل 3 أشهر عندما انسحبوا من منطقة ميناء الخوخة، مخلفين وراءهم ما زرعوه من ألغام في برهنة واضحة على تعطشهم للدم ولحصد أكبر عدد من الضحايا.
وقد قال ياسين وهو يستند على عكازه أثناء زيارة لمستشفى المخا لمتابعة حالته بعد الانفجار الذي وقع في فبراير الماضي “أخذتني قوات التحالف العربي إلى عدن وهناك عالجوا ساقي، معربا عن امتنانه لإغاثته في مصابه الجلل”.
ولعل ياسين هو اسم من بين الأسماء التي بات يعج بها سجل ضحايا الألغام الحوثية في اليمن، فيكفي زيارة ممرات المستشفى في مدينة المخا الواقعة على مسافة غير بعيدة شمالي مضيق باب المندب الاستراتيجي، لترى عن كثب عدد الضحايا الأبرياء الذين نالت منهم الألغام الحوثية الغادرة، والتي تعمل قوى التحالف على رأسها السعودية والإمارات على التصدي لها بكاسحات الألغام وغيرها لإبطال مفعولها و نزعها وتفكيكها وإنقاذ أرواح الناس العزل من شرورها.