الأخبار
صادق اليمن في 1 سبتمبر 1998 على معاهدة لحظر الألغام التي وقعتها مجموعة من الدول في كندا في ديسمبر 1997 لفرض حظر شامل على استعمال وتخزين الألغام، وكذا الالتزام بإزالتها وتجريمها باعتبارها أحد أخطر حالات الموت، لكن الحوثيون خرقوا جميع المعاهدات والاتفاقيات، بل وتمادوا في ذلك.
فما تقوم به الميليشيات من جرائم ممنهجة ضد المدنيين سواء عبر القصف أو القنص أو الحصار أو تلغيم للمناطق بغرض تجويع المواطنين وإرهابهم من خلال تفجير منازلهم وتقتيلهم، هو تحديا للقانون الدولي والإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة باليمن، وفي مقدمتها القرار 2216 الذي طالب الميليشيات بالانسحاب من المدن وتسليم مؤسسات الدولة والسلاح والعودة إلى العملية السياسية.
ويعتبر اليمن على رأس قائمة الدول التي تعاني من كارثة انتشار الألغام حيث تضم أكبر حقول الألغام على وجه الأرض.
فمنذ انقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014 وحتى هذه اللحظة تعتمد الميليشيات الحوثية استراتيجية ممنهجة في استخدام شياطين الموت الصامتة حيث نشرت الآلاف من الألغام الفردية والمضادة للمركبات بشكل مكثف في كل منطقة تدخلها أو تقاومها مركزة على الأماكن المكتظة ومداخل المدن ومخارجها والقرى وكذلك المنازل والأحياء السكنية التي تصدت لها بهدف إلحاق أكبر ضرر ممكن وضمان استهداف الألغام لأكثر عدد من المواطنين لمعاقبتهم على الوقوف في وجه إرادتها.
وبهدف التصدي لمخططتها الدموي استطاعت وحدة خاصة من الشرطة العسكرية بمحافظة الضالع نزع وتفكيك ألغام كان المتمردون قد زرعوها بجبل الوعل شمال مديرية قعطبة.
ويأتي هذا الإنجاز بعد أن تلقوا بلاغات من قبل الأهالي القاطنين بجوار الجبل تفيد بأنهم عثروا على كميات كبيرة من العبوات والمتفجرات مزروعة وسط الأشجار أثناء ذهابهم لرعي الأغنام.
وقال قائد الشرطة العسكرية في محافظة الضالع العقيد فضل العقلة أن الوحدة توجهت فور تلقي البلاغات وقامت بإبطال الألغام ونزعها وكانت عبارة عن أقراص بيضاء ولاصقة وضعتها الميليشيا وسط الأشجار مؤكدا على أن هؤلاء الانقلابيين لا يأبهون لحياة المدنيين بل يتفننون في ارتكاب الجرائم لذا قاموا بزرع الجبال والوديان ومراعي الأغنام بالألغام والعبوات المتفجرة.
فيما أفاد مصدر عسكري أن فريقا هندسيا للمقاومة التهامية تمكن من إزالة 20 لغم في محيط مدينة الحديدة، مشيرا إلى أنه تم العثور على عديد الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات المقذوفات داخل الأحياء السكنية ومنازل المواطنين خلال القيام بتمشيط المنطقة والعمل جار لتفكيكها والتخلص منها.
وتعمل جميع الفرق بمختلف أسمائها وسط مخاطر المتفجرات الحوثية المموهة بأشكالها المختلفة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الأبرياء.
فلطالما مثلت الألغام الطاعون الأخطر لهذا الانقلاب، إذ حرمت أبناء الشعب اليمني من حقهم في الحياة وأطفأت بسمة أطفالهم وقتلت أمل كبارهم.
وقد خلف هذا الوباء نتائج كارثية على جميع الأصعدة وخاصة الكم الهائل من المشوهين الذي ستنعكس تبعاته على المجتمع ككل، حيث سيصبح الضحايا معتمدين على المساعدة وميالين للعزلة كما أنها تجعل من زراعة الحقول وحصادها أمرا مستحيلا مما يلحق أضرارا مباشرة بالقطاع الفلاحي والاقتصادي.
ستعرض زراعة الموت حياة المدنيين للخطر على مدى عقود إن لم يتم التدخل سريعا لإزالتها والتخلص منها وإيقاف زراعتها، حيث مازالت الميليشيات الحوثية ماضية في نهجها الدموي ومصرة على إراقة الدماء وإزهاق الأرواح دون هوادة على أمل الوصول لسدة الحكم.