الأخبار
من سبأ لحمير لحضرموت لمأرب.. تموجات التاريخ لم تتوقف والحضارة اليمنية لم تزل. تاريخ هذا البلد زاخر وبارز رغم أنف الزمن ومن أرادوا به سوء.
اليمن اليوم يعيش أحلك فترة بسبب ما يسمى جماعة الحوثي الذين لم يدخروا جهدا للعبث بهذا الصرح التاريخي في محاولة لتزوير الحقيقة وطمسها. حرب عبثية تشنها هذه الميليشيات دون هوادة، مزقت البلد وقتلت أبناءه. هي ليست الأولى ولكنها كاشفة بعد أن عرت السواد الجاثم في صدور هذه الجماعة وأطماعهم التي يحاولون بلوغها ولو مشيا على جثث الأبرياء.
اليمن الذي نتحدث عنه اليوم ليس ذاك اليمن السعيد الذي أطنبت كتب التاريخ في وصفه. اليمن الذي نتحدث عنه اليوم هو هذا البلد الذي يهدد شبح الموت جوعا الملايين من أبنائه. هو هذا البلد الذي شرد سكانه داخل وطنهم والذي قتل وأعيق الآلاف من مواطنيه بسبب الألغام المنتشرة في أراضيه.
لقد بات اليمن أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن قامت الميليشيات الانقلابية بزراعة ما يزيد عن مليون لغم في مختلف المناطق أكثرها موجود في الحديدة ثم تعز. ومنح الدعم المقدم من إيران هذه الجماعة قدرة على تصنيع مئات الأشكال محلية الصنع لمجسمات تتماهى مع الطبيعة إذ تماثل بعضها الصخور وحتى ألعاب الأطفال ومواد البناء، والتي تشكل في مجملها خطرا بالغا على المدنيين. لقد حطمت الميليشيات الحوثية رقما قياسيا في حرب الألغام كواحدة من أمهر الجماعات الإرهابية في العالم في شن هجمات بالعبوات الناسفة.
وضمن عمليات “إعادة الأمل”، تبذل فرق مسام جهودا كبيرة في مكافحة الألغام وإزالتها. وقد نفذ المشروع مؤخرا عملية إتلاف وتفجير لـ866 لغم وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في باب المندب. وقد شملت عملية الإتلاف 249 لغما مضادا للدبابات و263 قذيفة منوعة و305 فيوزات وقنبلتين يدويتين وصاروخ طيران واحد. وتعد هذه العملية، التي نفذها الفريق 30 الخاص بجمع القذائف، رقم 22 في الساحل الغربي لترتفع عدد العمليات التي نفذها مشروع مسام في اليمن إلى 66 عملية إتلاف.
لقد تمكنت فرق مسام الهندسية منذ انطلاق المشروع ولغاية الآن من إزالة ما يزيد عن 173 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة رغم الصعوبات التي يواجهونها. لكن ذلك لم تتزعزع معنوياتهم قيد أنملة.