الأخبار
“شعور صعب أن يموت حلمك وأملك في الحياة وأنت تنظر إليه غير قادر على إنقاذه” هذا حال لسان كل يمني بعد أن كست الميليشيات الحوثية اليمن ألغاما اغتالت بها أحلام وآمال شعب بأسره فقتلت أطفالا في عمر الزهور وبترت أطراف آلاف من سكانه وشوهت آخرين حتى بات البلد كله يعرج من هول الآلام والكوارث التي حلت به.
لقد صار أكثر من 40% من سكان اليمن يعانون الإعاقة والعديد منهم في أمس الحاجة لأطراف اصطناعية تساعدهم على المشي مجددا لقضاء شؤونهم أو لكسب قوتهم، لكن يبقى الأمر مستحيلا فالظروف الإقتصادية التي يعيشونها لا تسمح لهم بالحصول على هذه الأطراف، فهم بالكاد يستطيعون دفع تكاليف المواد الغذائية التي تسهم في بقائهم على قيد الحياة.
لكن رغم المآسي والدمار الذي ألحقته الميليشيات الحوثية بالبيت اليمني، إلا أنها مازالت مصرة على نهجها الدموي، فقد نثرت بذور الموت في كل مكان تطؤه أقدامها، لذلك لم يسلم من بطشها حتى عناصر الحوثيين ذاتهم، فقد لقي عدد من أفراد هذه الميليشيات مصرعهم وأصيب آخرون في انفجار علب الموت التي زرعتها في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
هؤلاء القتلى ماهم إلا عدد من المستجدين فى هذه الجماعة تستعملهم كوقود لحربها العبثية ضد اليمنيين لمزيد إشعال فتيلها لتأتي على ما تبقى من اليمن، هذا وقامت هذه الميليشيات بإخلاء مستشفى باجل من المرضى ومنعت المواطنين من الإقتراب منه ليستقبل جثث مقاتليها وجرحاهم وهو ما يعد انتهاكا جديدا بحق المدنيين.
وكان هؤلاء الإنقلابيون قد زرعوا حقولا كبيرة من الألغام في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة مما أدى إلى إزهاق أرواح 22 شخص وإصابة العشرات بجروح متنوعة خلال الأسبوع الماضي في أحياء المنظر التابعة لمديرية الحوك جنوب مدينة الحديدة، كما حولت جماعة الحوثي قرية المسنئ إلى منطقة مفخخة بالكامل لتصيد الأطفال والنساء وكل شخص تسول له نفسه الإقتراب من منزله.
وأسفرت هذه الإجراءات الصارمة التي فرضتها هذه الفئة المتمردة خلال اليومين الفارطين عن إصابة طفلين بشظايا قذيفة هاون أطلقتها عليهم أثناء محاولتهم الإقتراب من منازلهم، فيما أصيب 3 آخرون إثر انفجار لغم أرضي مطمور في الطريق لإخماد أي حركة والقضاء على أي مظهر من مظاهر الحياة ليس هناك فحسب بل وفي كل مناطق اليمن.
توالي اعتداءات المتمردين يرفع كل يوم سقف ضحايا “الكارثة الإنسانية الأسوء” في العالم ويجهض بشكل مستمر الآمال في الحياة، وهو ما جعل فرق مسام تسابق الزمن لإزاحة المعاناة عن أبناء هذا الشعب الذي عانى الويلات بسبب فئة تريد بسط سيطرتها ونظام حكمها بقوة السلاح.
وهو ما أكده قائد الفريق 25 مسام العقيد قاسم ثابت بقوله إن فريقه باشر عمله منتصف العام الماضي في الساحل الغربي بخطة الطوارئ، وذلك لتمكين المواطنين النازحين من العودة إلى منازلهم ومزارعهم التي فخختها أيادي العابثين بآلاف الألغام والعبوات الناسفة، إذ تمكن الفريق من فتح الطرقات وتأمين المواطنين في منازلهم ومزارعهم ومدارسهم بعد تطهير 13 حقلا في مناطق الخصيب، الرويس، منطقة الباكرية، منطقة الهاملي بمديرية المخاء.
وأشار العقيد قاسم أن إجمالي ما تم نزعه من قبل الفريق 25 يقدر بأكثر من 3700 لغم وعبوة ناسفة، مبينا أن الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام تمكنت من تطهير 70% من مديرية المخاء، داعيا المواطنين إلى تجنب الأجسام المشبوهة، وعدم العبث بها، وكذلك عدم الدخول أو الرعي في المناطق التي لم تصلها فرق “مسام”، مؤكدا على ضرورة إبلاغ الفرق عن أي جسم غريب.
وأعرب العقيد عن تمسك العاملين بالمشروع بمهمتهم الإنسانية التي كلفوا بها في الساحل الغربي حتى يتم تطهير كافة الأراضي الملغومة، وتأمين حياة الناس مشيدا في الوقت نفسه بالإهتمام الكبير الذي توليه قيادة مشروع مسام ممثلة بمدير عام المشروع السيد أسامة القصيبي لتسهيل عمل الفرق الهندسية.
إن ما تقوم به الميليشيات الحوثية من جرائم ممنهجة ضد المدنيين سواء عبر القصف أو الحصار أو زرع الألغام يعد تحديا للقانون الدولي والإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.